صورة المرأة في الشعر الإسلامي المعاصر
توطئة:
لا تخفى على أحدٍ صورةُ المرأة في الأدب عامَّة، وفي الشعر خاصة، فالمرأة مُلهِمة الشُّعراء، وزينة القصائد، والتاريخ الأدبي خيرُ شاهدٍ على ذلك؛ فبنظرة عاجلةٍ على الشعر العربي في العصر الجاهلي لا تخطئ العينُ صورةَ المرأةِ البارزة والجليَّةِ في أشعارِ الجاهليِّين، ويكفي أنَّ ما من معلَّقة من المعلَّقات العشر – وهي أجود عشر قصائد في الشعر الجاهلي – إلا واستهلَّت بالحديث عن المرأة والوقوف على أطلالها المندَرِسة والبكاء على فراقها.وجاء الإسلامُ ولم يتخلَّ الشعراءُ كُلِيَّةً عن هذا المبدأ؛ فنرى المقدِّمات الطلليَّة والغزليَّة عند شعراء صدر الإسلام الذين عاصروا الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمثال: حسان بن ثابت شاعر الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكعب بن مالك، وغيرهما، وتَذْكُر كتب السِّيرة قصةَ إسلامِ الشاعر كعب بن زهير بن أبي سُلْمَى، الذي أهدر النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – دَمَه؛ بسبب هجائِه اللاَّذع للإسلام والمسلمين، ولمَّا جاء ليعلن إسلامه أمام النبي – صلى الله عليه وسلم – قال قصيدته الشهيرة التي استهلَّها بقوله:
بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ مُتَيَّمٌ إِثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ |
واستطرد في استِهْلالِه حتَّى وصل للاعتذار للنبي – صلى الله عليه وسلم – عمَّا قاله في حق الإسلام والمسلمين:
نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي والعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ |
ولمَّا انتهى كعبٌ من قصيدتِه لم يَثبُت في الروايات نهيُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – له عن هذا الاستهلال، بل إنه قَبِل اعتذاره، وتقول الروايات أنه – صلى الله عليه وسلم – خلَع بُرْدَةً كان يلبسها، وألبسها كعبًا؛ تعبيرًا عن سعادته، ودخل كعب بن زهير في الإسلام. ثم تطوَّر الأمرُ بعد ذلك، ولم تَعُدِ المرأةُ يُستَهَلُّ بها القصائد فحسب، بل صارت تَحتَلُّ قصائدَ كاملة، وظهر شعراءُ لم يكتبوا شعرًا إلا في المرأة، بل ربما لم يكتبوا إلاَّ في امرأة واحدة، و صار شعرهم مقصورًا عليها، وأطلق مؤرخو الأدب على هذا اللون: “الشعر العذري”، وعلى شعرائه: “الشعراء العذريِّين”، وتميَّز هذا اللونُ من الشِّعر بتناول المرأة تناولاً معنويًّا، لا تناولاً حسيًّا.ولسنا هنا بصددِ بَحْثِ هذه القضية من زاوية فقهيَّة، أو تحليلها أدبيًّا، فقد فرَّق الفقهاء بين الشعر الفاحش والشعر العفيف؛ فحرَّموا الأول، واشترطوا في الثاني ألاَّ يكون في امرأة معينة؛ حفظًا للأعراض، وصيانة للحقوق.
تناول الشعر الإسلاميِّ المعاصِر للمرأة:
فهل أخرج الشعر الإسلاميِّ المعاصر المرأة من دائرته؟ أم تغيَّرت صورةُ المرأةِ فيه عمَّا هي عليه في الشعر عامَّةً وفي تاريخنا الشعري خاصة؟ إن المتتبِّع للشعر الإسلامي المعاصر يلاحظ أنه لم يتخلَّ عن المرأة، وإن كان قد تخلَّى عن أشكال معينة من التناوُل الشِّعري للمرأة الذي اشتهر في الإبداع الشعري عامة، فانمحت إلى حدٍّ كبيرٍ الصورةُ الانهزاميَّة أمام المرأة، واختفى الشعرُ المرتمِي في أحضان المرأة المفتون بها، أو الهائم في سحرها، المرتجِي عطفَها ورضاها، واختفت المرأة المعشوقة التي تُسيطِر على الشَّاعر وتَسْلُبه عقله، وتشغل تفكيره، و تستحوِذ على اهتماماته، وتكون مَحَطَّ إبداعه، بل يعلن بعضُ الشعراء الإسلاميين رَفْض هذا اللون صراحة، فهناك ما يستحوذ على مشاعرهم ويشغل عواطفهم عن الهوى والغرام، يقول د/ عبدالرحمن صالح العشماوي:
عُودِي فَقَدْ أَغْلَقْتُ بَابِي وَسَئِمْتُ شَوْقِي وَاضْطِرَابِي أَيَضِيعُ شِعْرِي فِي الْهَوَى وَأَنَا عِصَامِيُّ الْخِطَابِ قَالَتْ: أَتَعْتَزِلُ النَّسِي بَ وَلَمْ تَزَلْ غَضَّ الإِهَابِ فَأَجَبْتُهَا لاَ تَعْجَبِي مَا فُرْصَتِي إِلاَّ شَبَابِي مَا الشُّعْرُ إِلاَّ عُدَّتِي أَجْلُو بِهِ طُرُقَ الصَّوَابِ هَذَا سِلاَحِي أَخْدُمُ الإِسْلاَمَ أُنْشِدُ: لاَ أُحَابِي[1] |
ويقول هاشم الرِّفاعي:
أَقْسَمْتُ لاَ حُبًّا شَكَوْتُ وَلاَ هَوًى يُدْمِي الْفُؤَادَ وَيُرْسِلُ الآهَاتِ كَلاَّ فَلَسْتُ مِنَ الَّذِينَ شَقَاؤُهُمْ وَهَنَاؤُهُمْ بِمَشِيئَةٍ لِفَتَاة[2] |
ِولكاتب المقال قصيدةٌ بعنوان (وضوح) يقول فيها:
تُرَاوِدُنِي عُيُونُكِ أَتَّقِيهَا وَأَهْرَبُ نَحْوَ إِيمَانِي سَرِيعَا تُسَائِلُنِي أَلَيْسَ الشِّعْرُ وَجْدًا وَتَهْيَامًا وَشَوْقًا وَوُلُوعَا فَقُلْتُ لَهَا: فَإِنَّ الشِّعْرَ عِنْدِي سُمُوٌّ زَادَ فِي قَلْبِي الْخُشُوعَا[3] |
وهي مشاعر لا تتنافَى مع شعور الحب نحو المرأة إذا كان متوازِنًا، كما قد يظهر في قصائد أخرى لشعراء ينتمون إلى قِيَم الإسلام، وتُعَبِّر قصائدُهم عن توجُّهٍ إسلاميٍّ في التصوُّر والمشاعر. والمتتبِّع للشِّعر الإسلاميِّ المعاصِر يلاحِظ اهتمامَه بمخاطبة عقلِ المرأة وقلبها وفكرها، ودعوتها إلى طريق الهداية، ولعلَّ الذي ساعَد على ظهور هذا اللون هو تخلِّي المرأة المسلمة المعاصِرة عن التزامها الإسلامي في ملبسها ومظهرها، وبالتالي في تفكيرها، كما تظهر بجلاء صورة المرأة الملتزِمة في أشعار الإسلاميين، في قصيدة بعنوان: (إليك يا ابنة الإسلام):
يَا دُرَّةً حُفِظَتْ بالأَمْسِ غَالِيَةً وَالْيَوْمَ يَبْغُونَهَا لِلَّهْوِ وَاللَّعِبِ يَا حُرَّةً قَدْ أَرَادُوا جَعْلَهَا أَمَةً غَرْبِيَّةَ الْعَقْلِ لَكِنَّ اسْمَهَا عَرَبِي عَهْدُ السُّجُودِ لِفِكْرِ الْغَرْبِ قَدْ ذَهَبَتْ أَيَّامُهُ فَاسْجُدِي لِلَّهِ وَاقْتَرِبِي فَلْتَحْذَرِي مِنْ دُعَاةِ لاَ ضَمِيرَ لَهُمْ مِنْ كُلِّ مُسْتَغْرِبٍ فِي فِكْرِهِ خَرِبِ وَلاَ تُبَالِي بِمَا يُلْقُونَ مِنْ شُبَهٍ وَعِنْدَكِ الْعَقْلُ إِنْ تَدْعِيهِ يَسْتَجِبِ صُونِي جَمَالَكِ صُونِي الْعِرْضَ لاَ تَهِنِي وَصَابِرِي وَاصْبِرِي لِلَّهِ وَاحْتَسِبِي إِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ فَاتَّخِذِي مِنْهُ حُلِيَّكِ يَا أُخْتَاهُ وَاحْتَجِبِي تَذَكَّرِي الْوَرْدَةَ الْبَيْضَاءَ يَانِعَةً يَفُوحُ مِنْهَا الشَّذَا يُشْتَمُّ عَنْ كَثَبِ حَتَّى إِذَا ابْتُذِلَتْ مَاتَتْ نَضَارَتُهَا وَأُلْقِيَتْ كَالْقَذَى مَا فِيهِ مِنْ رَغَبِ[4] |
وليس هذا تَزَمُّتًا من الشعر الإسلامي تجاه المرأة أو قدحًا فيه، ولكنَّه في حقيقة الأمر احترامٌ لها، وتقدير لأُنُوثتها، فالأدبيَّات المعاصرة – شعرًا كانت أو نثرًا – دأبت على استغلال أنوثة المرأة وعاطفتها؛ لنيل أغراض دنيئة، ونظرت للمرأة نظرةً حسيَّةً شهوانية، وامتدحت جسدَها، ووصفت مفاتنها، وخاطبت غريزتها، فما الضَّير أن ينظر لها الشعر الإسلامي نظرة معنوية إيمانية، فأيُّهما أَوْلى؟!ولم يَنْسَ الشِّعْرُ الإسلامي المرأة المستضعَفة والمضْطَهَدة، والمرأة المجاهدة في كل زمانٍ ومكانٍ يضطهد فيه المسلمون، يقول د/ العشماوي على لسان امرأة مسلمة من بلاد البوسنة والهرسك:
أَطْرَقْتُ حَتَّى مَلَّنِي الإِطْرَاقُ وَبَكَيْتُ حَتَّى احْمَرَّتِ الأَحْدَاقُ أَنَا قِصَّةٌ صَاغَ الأَنِينُ حُرُوفَهَا وَلَهَا مِنَ الأَلَمِ الدَّفِينِ سِيَاقُ أَنَا أَيُّهَا الأَحْبَابُ مِسْلِمَةٌ لَهَا قَلْبٌ إِلَى شَرْعِ الْهُدَى تَوَّاقُ دَفَنَ الشُّيُوعِيُّونَ نَبْعَ كَرَامَتَي دَهْرًا وَطَالَتْ حَوْلِيَ الأَطْبَاقُ أَخَذُوا صَغِيرِي وَهْوَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ: أُمِّي، وَفِي نَظَرَاتِهِ إِشْفَاقُ وَيَجُرُّنِي وَغْدٌ إِلَى سِرْدَابِهِ قَسْرًا وَتُظْلِمُ حَوْلِيَ الآفَاقُ وَيَئِنُّ فِي صَدْرِي العَفَافُ وَيَشْتَكِي طُهْرِي وَتُغْمِضُ جَفْنَهَا الأَخْلاَقُ[5] |
ويقول هاشم الرفاعي على لسان أمٍّ تخاطب طفلها وهو في مهده بعد أن أُعدِم أبوه ظلمًا:
سَتَمُرُّ أَعْوَامٌ طِوَا لٌ فِي الأَنِينِ وَفِي الْعَذَابِ وَأَرَاكَ يَا وَلَدِي قَوِيْ يَ الْخَطْبِ مَوْفُورَ الشَّبَابْ تَأْوِي إِلَى أُمٍّ مُحَطْ طَمَةٍ مُغَضَّنَةِ الإِهَابْ وَهُنَاكَ تَسْأَلُنِي كَثِي رًا عَنْ أَبِيكَ وَكَيْفَ غَابْ هَذَا سُؤَالٌ يَا صَغِي رِي قَدْ أُعِدَّ لَهُ الْجَوَابْ[6] |
هذا ولم يخلُ الشِّعر الإسلاميُّ من أشكال من التعبير مشهورة في الخطاب الشِّعري خاصَّة بالمرأة؛ كاستلهام المرأة رمزًا وإيحاءً شعريًّا يبثُّ إليه الشاعر همومَه وأحزانه، أو استلهامها رمزًا يَحْزَن من أجله، يقول د/ عبدالرحمن العشماوي في مطلع قصيدة بعنوان (من القدس إلى سراييفو):
أَذْبَلَتْنِي لأَجْلِكِ الأَحْزَانُ وَبَكَى قَبْلَ مُقْلَتِي الْوُجْدَانُ سَهْمُ عَيْنَيْكِ لَمْ يُصِبْنِي، وَلَكِنْ سَلَبَتْنِي إِرَادَتِي الأَجْفَانُ لا تَغِيبِي عَنِّي فَإِنِّي لأَخْشَى أَنْ يَجِفَّ النَّدَى وَيَشْقَى الْجَنَانُ لاَ تَقُولِي مَنْ أَنْتَ إِنِّي مُحِبٌّ أُشْعِلَتْ فِي فُؤَادِهِ النِّيرَانُ [7] |
بعد هذه المقدِّمة الشبيهة بالمقدِّمة الغزليَّة في القصيدة العربية ينتقل الشاعر إلى الحديث عن جراح الأمة وهمومها الثِّقال، فيبكي على الواقع المؤلِم الذي تعيشه الأمة من مشرقها إلى مغربها، ويقول في مطلع قصيدة بعنوان (عندما تشرق الشمس):
أَخْبَارُكِ الْيَوْمَ يَا حَسْنَاءُ أَخْبَارِي جُرْحٌ يُشَارِكُنِي فِي نَظْمِ أَشْعَارِي أَتَى الرَّبِيعُ فَلَمْ أَشْعُرْ بِمَقْدَمِهِ لاَ الطَّلُّ طَلِّي وَلاَ الأَزْهَارُ أَزْهَارِي تَقُولُ: أَطْفِئْ لَظَى حُزْنِي فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ تُطْفَأُ النَّارُ يَا حَسْنَاءُ بِالنَّار[8] |
والحسناء التي يقصدها الشاعر هي الأُمَّة الإسلامية التي يتمنَّى أن يراها حسناء دائمًا عندما تشرق عليها شمس الإسلام من جديد، براعة في التناول والعرض تحرِّك المشاعر، وتحفز الوجدان، وتدفعها إلى الجِدَّة والحركة، دون إسفاف أو سقوط.وقد برع الشعر الإسلامي المعاصر في تناول المرأة الأم، والمرأة الزوجة، و المرأة الابنة التي يبُثُّ إليها الشاعر شوقَه وهمومَه وعواطفه: يقول محمود مُفلِح:
أُمَّاهُ يَا لَفْظًا عَلَى شَفَتَي أَغْلَى مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أُمَّاهُ والأَشْوَاقُ جَامِحَةٌ كَمْ ذَا أُكَابِدُهَا، أُعَانِيهَا أُمَّاهُ لَكِنِّي عَلَى ظَمَأٍ وَجَوَانِحِي لاَ بُدَّ أَرْوِيهَا مَا دَامَتِ الآيَاتُ تَغْمُرُنِي وَأَنَا بِكُلِّ العُمْرِ أَشْرِيهَا وَأَرَى هُنَاكَ الْحُلْمَ مِئْذَنَةً وَأَرَى طُيُورَ الْعِشْقِ تَفْدِيهَا[9] |
ويقول د/ عبدالرحمن صالح العشماوي:
أمَّاهُ، يَا سِرَّ أَلْحَانِي وَمَصْدَرَهَا وَنَبْعَ قَلْبِي إِذَا مَا صِرْتُ ظَمْآنَا يَا نَبْضَةً فِي فُؤَادِ الشِّعْرِ مَا عَرَفَتْ غَدْرًا وَلاَ عَرَفَتْ لِلْفَضْلِ نُكْرَانَا يَا خَاطِرًا فِي خَيَالِ الْحُبِّ مُؤْتَلِفًا يَنْدَى شُمُوخًا وَتَحْنَانًا وَعِرْفَانَا[10] |
ويقول في قصيدة بعنوان: (رحلة العمر) يهديها إلى زوجته:
مِنْ مَعَانِيكِ أَسْتَقِي أَلْحَانِي فَاهْتِفِي يَا مُذِيبَةَ الأَحْزَانِ افْرِشِي هَذِهِ الطَّرِيقَ وَفَاءً فَطَرِيقِي مَفْرُوشَةٌ بِالْحَنَانِ ظَلِّلِي عُشَّنَا الْجَدِيدَ بِرُوحٍ ال حُبِّ حَتَّى نَعِيشَ فِي اطْمِئْنَانِ رِحْلَةَ الْعُمْرِ يَا رَفِيقَةَ عُمْرِي زَادَهَا الْحُبُّ والرِّضا والتَّفَانِي[11] |
ويقول د/ عبدالمنعم عبدالله حسن في قصيدة بعنوان: (باقة حب إلى زوجتي):
يَا مَشْعَلَ الْبَيْتِ إِنَّ الْقَلْبَ يَهْوَاكِ وَفِي الْجَوَانِحِ وَالْأَعْمَاقِ سُكْنَاكِ يَا آيَةَ اللهِ قَدْ أَهْدَاكِ لِي سَكَنًا أَلْقَى الأَمَانَ بِهِ فِي ظِلِّ لُقْيَاكِ آوِي إِلَيْهِ فَأَلْقَى الأَيْكَ مُبْتَسِمًا فَيَطْرَبُ الْقَلْبُ مِنْ أَصْدَاءِ مَغْنَاكِ[12] |
ولعلَّنا لم نُشِر إلى الشِّعر الذي يَحمِل في طيَّاته عاطفةً نحو المرأة، أو مشاعر وجدانية بعيدة عن الإسفاف؛ ربَّما لقلة هذا اللَّون عند الشعراء الإسلاميِّين، وإن كنَّا نرى أن الشعر الإسلامي قادرٌ على صياغةِ هذه الأحاسيس والمشاعر دون خروج أو إسفاف، بل أَوْلَى به ألاَّ يترك هذا اللون الشعري؛ ليضفي عليه التصور الإسلامي الصحيح. هذه بعض الإشارات والنَّماذج القليلة لتناول الشعر الإسلامي للمرأة، التي تبيِّن أنَّه لم يتخلَّ عن المرأة، وإن كان قد جدَّد في أساليب التناول والخطاب الشعري تجاهها، وتخلَّى عن النَّظرة المُسِفَّة التي عرَّت المرأةَ من القيم الخلقية، تلك الَّتي روَّج لها شعراءُ أساؤوا الأدَب مع المرأة قبل أن يسيئوا إلى دينهم وأخلاق مجتمعهم، ونظر لها الشعر الإسلامي المعاصِر نظرةَ تقديرٍ وإجلال كفردٍ فاعل ومُشارِك في تكوينِ مجتمع نظيف، وليس كلَوْحةٍ معروضةٍ؛ للتلذذ بها، والتشهِّي بصورتها.
ــــــــــــــ
[1] ديوان: “إلى أمَّتي”؛ عبدالرحمن العشماوي (34)، مكتبة العبيكان، الرياض.
[2] “ديوان هاشم الرفاعي”، “الأعمال الكاملة”، ( 155)، تحقيق: عبدالرَّحيم جامع الرفاعي، مكتبة الإيمان بالمنصورة، مصر.[3] “قصائد في زمن الغربة”؛ سيد عبدالحليم الشوربجي (ص 12) ديوان شعر مخطوط.[4] ديوان: “المسلمون قادمون”؛ ( 39 )، دار الوفاء بالمنصورة، مصر.[5] ديوان : “من القدس إلى سراييفو”؛ د/ عبدالرحمن العشماوي، (21)، دار الصحوة- مصر.[6] من قصيدة: (أغنية أم)، “ديوان هاشم الرفاعي”، (198).[7] ديوان: “من القدس إلى سراييفو”: (5).[8] ديوان: عندما تشرق الشمس عبدالرحمن صالح العشماوي (55). دار الصحوة. مصر.[9] ديوان: “إنها الصحوة”؛ لمحمود مفلِح، (64) دار الوفاء بالمنصورة، مصر.[10] ديوان: “إلى حواء”؛ د/ عبدالرحمن صالح العشماوي (10)، مكتبة العبيكان بالرياض، ط ثانية 2002م.[11] ديوان إلى حواء (22).[12] “مجلة الوعي الإسلامي”، ص 71 عدد 465 جمادى الأولى 1425 هـ، وتتبنَّى “مجلة الوعي الإسلامي”، وغيرها من المجلات، والمواقع الإسلامية المنتشرة على الانترنت – شعرًا يتناول قضايا المرأة والعلاقات الأُسْرية يستحق الدراسة.