مشوار.. يا مطوع.قصة حقيقية تذكرنا بحسن الظن بالله جل وعلى ..ثم بالناس.
يقول أحد الدعاة
في المسجد الذي أصلي فيه، أخبرني حارس المسجد ان هناك باب لإحدى الغرف التابعة للمسجد يجب تغييره فقلت له حسنا سأذهب إلى الحراج بعد أخذ المقاس وابحث عن باب مستخدم ورخيص الثمن في نفس الوقت.ذهبت ظهرا لحراج بن قاسم، اغلب المحلات مقفلة والحركه قليلة.وجدت على مدخل السوق سيارة (ونيت) سائقها (شنب) من ملامح وجهه لا تملك الا ان تظن به ما تشاء من الظنون السيئة!! ناداني قائلا (مشوار يامطوع)؟ قلت في نفسي (لو ما يبقى إلا انت ما أخذتك)إعتذرت منه وانصرفت.وبعد مشقة وجدت محلا لبيع الأبواب المستعملة ولقيت بغيتي في احد الأبواب وبعد مفاصلة في السعر ثمّن العامل الباب بثلاثمائه ريال.بعدها كان علي البحث عن سيارة لنقل الباب،
ذهبت ابحث في السوق وطال البحث ولم أجد أحدا فقد كانت فترة غداء لمعظم اهل السوق.وفجأة، مررت بجانب سيارة (ابو شنب) والذي أعاد على كلامه (مشوار يا مطوع)؟ قلت في نفسي للضرورة أحكام، قلت له نعم تعال معي.ذهبنا إلى المحل وحملنا الباب على ظهر (الوانيت) بعد أن اتفقنا على ثلاثين ريالا أجرة السيارة.وعندما هممنا بالتحرك تذكرت اني لم اشترِ مقابض للباب، طلبت من الرجل ان ينتظر حتى اشتري المقبض واعود.
ابتعدت قليلا ثم تمادت بي الظنون وقلت أخشى إن تركته ان يهرب ومعه الباب، فعدت اليه وقلت انتبه للباب فوالله انه للمسجد وليس لي فقال لي بلهجته (روح ما تشيل هم)عدت سريعا بعدما اشتريت المقبض ووجدت السيارة في مكانها وحمدت الله أن كفاني شرّه، وعندما أخرجت المحفظة لأدفع المبلغ للعامل إذا بصاحبنا (الشنب) يناديني من الخلف، يامطوع أسألك بالله الباب للمسجد؟
قلت: نعم
فقال: والله ما يدفع قيمته غيري دهشت من كلامه، حاولت منعه، أصر على كلامه، وقال الثمن والتوصيل علي (امشي قدامي).ركبت سيارتي ومشيت أمامه خنقتني العبرة استحييت من الله اين وصلت بي الظنون مع هذا الرجل.
وصلنا المسجد، انزل الباب وانصرف غادر (الشنب) وترك لي درسا لا أنساه ما حييت أن أتأدّب مع الله أولا، ثم مع خلقه ثانيا.وان المظاهر ليست مقياسا للحكم على خلقه.غادر (الشنب) الذي كان متسمّرا في حر الظهيرة يبحث عن مبلغ يسير أجرة لسيارته وإذا به يهبه لوجه الله ومعه قيمة الباب، وأيضا درس بليغ لي.ان لا أعجب بنفسي. وأن احسن الظن بغيري.وقبل ذلك وبعده (ان نتأدب مع الله).