والدي. ناصر بن أحمد بن مانع. يرحمه الله. فقد نعمة البصر وعوضه الله بنعمة البصيرة .جاهد وصبر لنيل الرزق الحلال (سيرة كفاح)
(سيرة مختصرة)
من أهالي قرية الباحة قبيلة بني عبد الله. والأصل من روضة بني سيد المشهورة. وله أخ شقيق/ عبد الخالق بن أحمد بن مانع وكان مقيما بالطائف تاجر زل وله 3 محلات بسوق العزيزية.وأخت شقيقة وحيدة/عسله بنت أحمد. وكان قد بدأ يفقد بصره وعمره حينها قرابة عشرين عاما. تغرب مثل كثيرين من أبناء منطقة الباحة. لطلب الرزق. وكانت وجهته لمكة المكرمة. وتحديدا سوق الجودرية القريب جدا من المسجد الحرام حيث متجر/عبد الله بغدادي وهو من أسرة مكية عريقة. يرحمه الله. ووالدته من أسرة الأفندي الكريمة من أهالي قرية الباحة. وقد استهوت الوالد تجارة (المصاغ) الظفار والخرز من قلايد وخلافه وأساور الفضة وكل ما يتعلق بزينة النساء في ذلك الوقت. وقد برع في تجارتها حتى أصبح لديه دكان (بالايجار)خاص به في سوق الليل وسكن كذلك بسوق الليل وهو حي مجاور للحرم الشريف. وحصل حريق كبير جدا عام 1378هـ فجع 50 الف ساكن حيث بلغت الأضرار44 بيتا و47 محل ووفاة 5 سعوديين وحاج مصري واصابة مصريان (عن جريدة أم القرى-الجمعة 5 محرم 1378هـ ) وكان قد تزوج بالمرأة التي قل مثلها بهذا الزمان/عزة بنت سفر بن سالم يرحمها الله. من قرية الراعب وهم بيت شياخة من قديم الزمان ولا زالوا يتوارثون العرافة بعدما انتقلت شياخة القبيلة لعائلة العبد الهادي. بقرية السواد. ورزق منها بـ 13 ولد توفى 12 بمرض الجدري 8 دفنوا بمكة المكرمة بمقبرة المعلاه و4 دفنوا بالباحة وما عاش منهم الا أختي/معتوقة أسموها بهذا كون الله سبحانه عتقها من الموت. ثم توفيت قبل حوالي 30 عاما وعمرها حوالي 45 عاما. بعد زواجها وانجابها. يرحمها الله. وقد كانت عمتي/عزه معجزة في صبرها واحتسابها حين وفاة 12 ولد تباعا أي أم وأي امرأة هي . وبعد الحريق أصرت يرحمها الله على أن لا يستقرون بمكة واستعدت لمرافقته عبر تحملها لمشاق الحياة والسفر فقد كانت خير معين لوالدي اذ كانت ترافقه في السفر من الباحة الى مكة المكرمة قبل موسم الحج ثم العودة للباحة وكان السفر مشقة كبيرة والوسيلة هي الجمل. وقد أصرت على والدي بالزواج شبه اجبار اذ كان غير مقتنع لما بينهما من عشرة زوجية ومودة ولكنها قالت أبغى لبنتي الوحيدة أخ وقالت اخترتها لك هي / شريفة بنت سعيد بن حسناء. وكانت والدتي/شريفه قد توفى عنها زوجها/مجحود بن خضر. ورزقت منه بإخواني/ هاشم وابراهيم. واللذان توفيا قبل كم سنه. يرحمهما الله. وعمتي عزه هي من ذهبت لخالي صالح بن حسناء وخطبت أمي لزوجها وحصل النصيب وحملت بي وبعد ولادتي بحوالي عام حصل خلاف ويقال أن السبب شخص فتن بينهن والله أعلم وانقطع النصيب بطلاقها. أما عمتي عزه فمنذ ولادتي فهي الأم والمربية ولا تفارقني لحظة ولا تسمح بزعلي وبعدما طلقت أمي يحملوني لبيت أمي القريب جدا كي ترضعني ثم توفيت يرحمها الله وعمري 6 أعوام. وفي نفس العام تقريبا حصل النصيب بزواجه من المرأة الصالحة/صالحه بنت أحمد حجر من قرية الجلحية ببالجرشي من أسرة كريمة وبيت مشهورين بالالتزام الديني. وكانت حينها أرملة وقد كانت نعم الزوجة والأم والمربية لي ولإخواني/ عبد الخالق وأحمد وعزة يحفظهم الله وشهادة حق عمرها ما مدت يدها عليّ ولا آذتني وكانت معاملتها لي كابن وكانت تحميني من والدي ولن نجازيها الا بالدعاء. وكان لوالدي بسطة لعرض بضاعته أمام محل عبد الله بغدادي. وقد رافقه الأخ وابن العم/ عثمان أحمد علي مانع بعدة سفرات بالسيارات للطائف ثم لمكة وكان حفظه الله خير معين لوالدي وقد رافقته بالسفر وعمري تقريبا 10 سنوات بعد وصول السيارات للباحة وهي اللواري الفورد 3 طن و5 طن. وبقينا على هذا الحال حتى كبر وتعب وأصبح لا يقوى مشقة السفر. وقد كان له دكان بالباحة (بالايجار) بجوار مسجد الباحة القديم المجاور للسوق. وبقي فيه مدة حتى اشترى دكان في أعلى السوق. تم نقلت ملكيته بعد وفاته لعبد الرحمن بن رمزي. مقابل دين. وكان قد جعل جزء من بيتنا كمسجد صغير للحي. وكان هو الامام معظم الوقت حتى مجيئ الشيخ/زيد الخثلان. وبعده الشيخ /محمد بن مانع (من أهالي القصيم)اللذان كانا يؤمان بالمصلين عند تواجدهما.يرحم الله من صار منهم الى رحمة الله.
وقد كان والدي. مواصلا لكل رحمه . ورغم طلاقه لوالدتي/شريفه وزواجها من العم/ صالح بن مبارك بن مرزن من قرية قمهده المقيم بالطائف حيث كان قبلها متزوجا عمتي الوحيدة/عسله والتي كانت زوجة سحاب بن معيض بن بريق شقيق عبد الله (بنيان) ورزق منها بـ علي توفي صغيرا يرحمهم الله والعم صالح لم يرزق منهن بأولاد ورغم حرج الوضع (الطلاق)الا أنهم جميعا كانوا ملتزمين بصلة الرحم التي تفرض عليهم التواصل لمصلحة الابن الذي هو أنا فكان والدي يوصلني لبيت والدتي ويسلم عليها من خلف الباب رغم أنه ضرير ويكون معنا هدايا وأحيانا مبلغ يعطيه لي لتسليمه لوالدتي وكان ذلك بحضور عمي/صالح بن مرزن وكنا أحيانا ننام عندهم وهنا تتمثل المروءة وأخلاق المسلم.وكان مواصلا لرحمه حتى من بعيد وخاصة أرحامه محمد وسعد وصالح وعلي أبناء أحمد بن حجر من بالجرشي الجلحية وخاصة الشيخ /صالح الذي كان ساكنا بالباحة عضو لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولأصحابه أخص منهم من أتذكره /سعيد بن مله. وعبد الرحمن بن رمزي. وعبد الله بغدادي والتاجر صالح الصائغ صاحب (مصنع للريالات الفضة) بحي المسفلة بمكة و مهدي المنصدع من الجماعة كان عنده دكان بسوق الزل بمكة أمام سوق الجودرية والشيخ/ صالح العشماوي(فلسطيني) كان داعية ملازم للحرم. وكان والدي هو الوسيط في زواجه من قرية (عرا) بأم الدكتور الشاعر/عبد الرحمن صالح العشماوي. حيث حصل النصيب بعد زيارته لنا واقامته عندنا وأذكر ذلك. وقد نوه. د. عبد الرحمن العشماوي عن ذلك بإحدى المقابلات. يرحمهما الله جميعا. وحفظ الدكتور. وكذلك فقد نوه. د. عبد الرحمن العشماوي بتفصيل بكتابه ( في وجدان القرية ) كما يلي:
هذه اضافة مهمه من أخونا الفاضل/ مصطفى بن علي الأفندي. حفظه الله
قرأت ما كتبته عن المرحوم والدكم الذى اكن له معزة خاصه ولا انسى قربى منه كابن ولا انساه ما عشت وقد اضفت صورته الى الالبوم.
شىء اذكره وانا عمرى سنتين تقريبًا المرحوم والدي طلق المرحومة والدتى حليمة واخذتنا اختى ذهبة من امي وانا وذهبت بنا الى مكة 🕋 المكرمة وحلت ضيفة على والدكم وزوجته الطيبة جدا عزه فزوج امي على جدك أحمد بن مانع رحمه الله وزوج ذهبة على واحد من بنى مالك يعمل سقى واسمع انه كان عند والدكم ولد اسمه عساف مات وهو شباب وبعدين جاته معتوقه وكان عندهم بنت من السواد فكر يزوجها لي ولم سمعوا اقاربها جو الى مكة 🕋 واخذها وآحد أذكر اسمه بن نسيلة فزعلت عزة بنت سفر الف رحمة عليها وقالت والله لو كانت معتوقه كبيرة اعطيتك هيه هبة منى لك !وهنا خطب لى المرحومة عاليه بنت مرزوق من بنى مشهور وهى ام على رحمهاالله .
وأنا أقول هذا من طيب معدنك يابو علي.ولقد رددت لنا صنيع والدي مضاعفا مئات المرات عبر وقوفقك معي أنا وأسرتي الصغيرة ماديا ومعنويا لأكثر من 30 سنة وحتى تاريخه .وعرفانا بالفضل والجميل لأهله فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.زادك الله من نعمه وفضله وأطال عمرك في خير.
وهذه اضافة من أخونا العزيز/ عوض بن خضر. حفظه الله
فى عام ١٣٨٨هـ سافرت انا والخال ناصر بن مانع وكان ايامها السيارة لورى وركبت انا فى البرنده والخال فى الصندوق وصلنا قهوة شقصان وقمت اسوى العشاء وفى اثناء ذلك سويت سلطه على طلبه والعشاء يطبخ عالنار وقال لي خالي ناصر سويت السلطه وقلت له نعم طلب منى اعطيه يجربها وشرب مويتها والمره الثانيه طلبها وشرب الماء والمره الثالثه طلبها وقلت له ياخال مازودت عليها شي وبعدما خلص العشاء وتعشينا وواصلنا سفرنا الى الطايف ومرينا على صديق له فى الطايف من مسب وتوجهنا الى مكه والخال يعرف اشخاص فى مكه مرينا على الاول يبيع فضه والثاني صاحب له (البغدادي) وعلى طلبه اشترا له الخال أرض فى الباحه وبناها دور واحد والذي اشتراه فيما بعد علي عصبي يرحمه الله وبعدها مرينا على واحد فى سوق الذهب فى الجودريه وانا ماشى ولا اعرف أي محل فى مكه وخالي ماسك ايدي ويوم وصلنا عند الدكان الذى يبغاه سحب ايده ووقفنى وقال سلام عليكم لصاحب المحل وقال اهلن ياشيخ ناصر وكننى انا الكفيف والخال هو البصير وبعده قال نبغى نروح المسفله وقلت ما اعرفها قال ادخل من الحرم واخرج على سوق الليل ويوم خرجنا قال قدامك شارع رح له وتحصل فى اليمين زقاق ادخل معه ووصلنا الزقاق وقال امش وقدامك درج اطلع منه وطلعنا من الدرج ودخلنا فى حوش وبه مصنع للمصوغات الفضية ومنه دخلنا المنزل ورحبوا بالخال واستقبال حافل وعملوا لنا وجبة غداء الأول من نوعه وأول مره اشوف أكل مثله واليوم الثانى اخذ لى زوليه عربي وختم وبناجر للعروس بنت الباهوت وهذه القصة لا انساها رحمه رحمت الأبرار.
من نعم الله عليه:
كان يميز الظفار (الخرز) ونوعه ولونه ان كان أبو خط أو خطين بمجرد اللمس. كان يميز الأوراق النقدية العشرة عن الخمسين عن المائة ريال. وقد جاءه العم/ أحمد بن محفوظ. لأخذ قيمة استهلاك الكهرباء الشهرية وبعدما سلمه الوالد داعبه العم /أحمد. يا خال هذي 50 رد الوالد يا احمد الي معك 100 ريال. فضحك أحمد بن محفوظ. يرحمهما الله جميعا.
وفي احدى الليالي كان الوالد ساري بعد صلاة العشاء يقصد بيت سعيد بن مله وفي احد مساريب القرية وربما مسراب عجوجو قابله جابر بن عبد الرحيم وصالح بن بادي. وأعترضوه ومسك يده جابر ومن اللمس عرفه الوالد وسلموا عليه وقال جابر كيف يا خال شايل كشاف وانت أعمى رد عليه ..أنور للي كماك لا يصدمني فضحكوا يرحمهم الله جميعا.
وكان من فطنته عندما نكون بمكة ونذهب لبيت عبد الله بن محمد المجدري ببيته الملك بريع الحجون (حارة الدباغين) الرجل الباسم الخلوق من قرية جدره قمة الطيبة والعفوية والكرم هو زوج ابنة عمنا/ مليحه بنت أحمد بن علي بن مانع. فكان يدلني الوالد على الطريق من الجودرية مرورا بمقبرة المعلاه التي دفن بها اخواني الـ 8 وكان أكبرهم أحمد أو عوض نديد ناصر بن بادي بالعمر. يرحمهم الله جميعا.
كان والدي ملتزما في غير تشدد محبا للناس مجالسا لأهل العلم أهل الدعوة وتعلقه بالمساجد وشدته في الدين وصراحته في الحق ونصحه الدائم للناس وكان بيتنا مضافة ومأوى لمن جاء داعية من اليمن أو من باكستان أو من أي منطقة فاعلا للخير سرا وعلنا. لا نزكي أنفسنا ولا أحدا على الله.
كانت تعيش مع أسرتنا المرأة /عزه البدويه. ومعظم أهل الباحة يعرفونها وهي أم أحمد وعلي بن فايزه. وأصلها من جهة العقيق والله أعلم أنها وحيدة والديها المتوفيان وهي صغيرة وتربت ببيتنا وأصبحت كأحد أفراد أسرتنا في عهد جدي أحمد ثم والدي وكانت تساعدهم في الزراعة والحصاد وفي شئون البيت. حتى أن جدي وهب لها قطعة أرض تقع تحت فندق الباحة. وبعد وفاة والدي استأذنت عمتي/ صالحة بنت أحمد حجر في تسليم العمه /عزه وثيقة تلك الأرض حيث قد أوصانا والدي بحفظها وتسليمها لها عندما ترغب لكنها كانت تؤجل استلامها حتى أصريت . وكانت قد تزوجت أحمد شتيح من القرابة اللزم لمسفر العبادي وبعد وفاته حصل النصيب بزواجها من / أحمد الرمادي من قرية بني سار وتوفيت بعده ولم ترزق منهما بأولاد يرحمهم الله جميعا.
ولن أنسى عمي أحمد بن علي بن مانع.يرحمه الله الرجل البسيط. صاحب الدين والخلق الكريم والابتسامة الدائمة والدعابة التي لا تخدش الحياء. الذي كان يعرض حياته للخطر للذهاب للمسجد الذي بجوار بيتنا يرافقه الله ثم عصاته وأحيانا علي بن سعدي ولا تخفى الطرق حينها طريق ضيق وأحراش وبئر مكشوفة لكنه الايمان القوي. وقد كان هو وزوجته المصون العفيفة/ عزه بنت عبد الله بطان. هما الحضن الدافىء لي فقد كانا بحتوياني ومعظم وقتي لديهم والتسلية مع الأخوان/عبد الخالق وناصر كونهما قريبان لسني يرحمهما الله.وأخونا الكبير وابن العم/ عثمان بن أحمد بن علي بن مانع أطال الله عمره في خير.فقد كان قبل سفره للمنطقة الشرقية معينا وسندا لوالدي لسنوات سفرا وترحالا من الباحة لسوق السبت ببالجرشي ولسوق الأحد برغدان.وأحيانا لسوق الربوع بقريش زهران وكذلك لمكة المكرمة أيام الحج. ولانشغاله مع والدي فقد تأثرت دراسته وتحصيله لكن الله عوضه بعمل جيد وثقافة عالية تضاهي الجامعي وحسن خلق وحسن خط فكان يكتب لوالدي الحسابات والمعاريض.وكذلك عوضه الله بالأولاد الصالحين/ أحمد وعبد العزيز ومشهور وعبد الخالق وعبد الرحمن.يحفظهم الله.
من نعم الله عليّ أن رزقني اخواني لأب /عبد الخالق واحمد اللذان يصغراني سنا لكنهما يكبراني علما وعملا وصلة رحم وللأمانة وحفظ الجميل ومما عاشرت وسمعت يقل مثلهما في هذا الزمان فقد وقفا الى جانبي كثيرا طيلة حياتي وحتى تاريخه ماديا ومعنويا وفي كل الأوقات والمناسبات. وسيبقى فضلهما تاجا على رأسي وصك ارث دينا عليّ وعلى أولادي من بعدي ولن نستطيع رده الا بالدعاء لهما . حفظهما الله وأسبغ عليهما نعمه وعافيته وأن يجزيهما عنا خيرا ويحفظ لهما أسرهم وأولادهم.
ملاحظة: هذا أقل الواجب تجاه من أعطاني اسمه وحبه وحنانه. جزاه الله خيرا على تربيتنا وتعليمنا وجعل الفردوس الأعلى مقره وداره ووالدي القارىء الكريم .. ومن لديه اضافة أو تعديل يشرفني ذلك. تحياتي
كاتبه -مساعد ناصر أحمد مانع الغامدي-2 /7 /1442هـ