من هو الحاجب المنصور
دولة الأندلس تأسست الدولة الأندلسية بعد سقوط الخلافة الأموية في الشرق، وقيام عبد الرحمن الداخل بتأسيسها في الأندلس، وقد تعاقبَ عدد كبيرٌ من الخلفاء على حكمها، ويُعدّ الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر أعظم من حكم في الأندلس، حيث لم يُهزم في أي معركةٍ ضد الفرنجة أو الصليبيين، وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته أن الحاجب المنصور قضى عمره في الجهاد مع حسن التدبير الداخلي حتى أصبحت الدولة الأندلسية في ذروة مجدها. الحاجب المنصور هو محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك العافري، هو أول العرب الفاتحين الذين نزلوا في الجزيرة الخضراء مع طارق بن زياد، ولد محمد بن عبد الله في سنة 327هـ في الجزيرة الخضراء، والده عبد الله بن عامر صاحب زهد وورع، وقد توفي عند عودته من الحج، ووالدته بُريهة بنت يحي من بني تميم، نشأ نشأةً حسنة، وسار على خطى أهله في القضاء، كما تعلم الحديث والأدب، وبعدها سافر إلى قرطبة ليكمل علمه، توفي في مدينة سالم سنة 392 هـ، وكان يعاني من النقرس، أما غزواته فبلغ عددها 57، لم يُهزم في واحدةٍ منها. مناصب الحاجب المنصور اتصف محمد بن عبد الله بالذكاء والنبوغ الوقاد الذي جعل القاضي محمد بن إسحاق ابن السليم يوصي به عند الحاجب الذي ولاه وكالة ابن الخليفة المستنصر عبد الرحمن، وقد أُعجب الخليفة بذكائه ونباهته، وتدرج محمد بن عبد الله في عدة مناصب فكان أمينًا للسكة وناظرًا في أمر الخزانة ثم قاضيًا في إشبيلية ومديرًا للشرطة الوسطى، وكان الحاجب يقوم بكل أعماله على أحسن وجه وإن كثرت، وذلك على الرّغم من أنه كان صغير السن وتنقصه الخبرة. صفات الحاجب المنصور وسماته الشخصية عُرف عنه الشجاعة والمهابة والعطاء، مُقبلٌ ومحبٌّ للعلم، وكانت له مائدة عامرةٌ لكل من دخل داره، فقد كان كريمًا معطاءً، كما كان يجزي العلماء والأدباء على إبداعاتهم، وقد كان يرفض كل من كان يعمل في النجوم والفلسفة والاستهتار بالعقيدة، اتصف أيضًا بحسن المسامرة والمنادمة، يُحِبُّ الوقارَ والهيبة ويكره الشخص المتبسط في حضرته فلا يوفّيه حقه. فتوحات الحاجب المنصور تعدّ غزوة شانت ياقب من أهم الغزوات التي قام بها؛ لأنها ضربت آخر معاقل النصارى في المناطق الشمالية للأندلس، فقد بدأها بخطة بحرية وبرية من مدينة سالم، وقد كانت الخطة تهدف أن تصل السفن التي جهزها القائد على الشاطئ، حيث تقوم السفن بالاصطفاف وينطلق الجيش إلى هدفه، ومع خروج الجنود من السفن في الوقت نفسه، وقد أمر محمد بن عبد الله بن أبي عامر بألّا تُمس كنيسة ولا قبر بأي أذى، كما قام بفتح المغرب الأقصى سنة 375هـ وانتزاعها من أيدي الفاطميين، حيث قام قائد الجنود الحسن السلمي بتعيين أمير بربري وهو الزيزي المغراوي ولكنه خان الأمانة وضيعها، ثم تم إعادتها إلى حكم الأندلس مرةً أخرى، ويُذكر أن الحكم في زمن الحاجب المنصور شهدَ أكبر توسعٍ طوال زمن بقائه.
الحاجب المنصور ..حين مات فرح بخبر موته كل أوروبا !
هل سمعتم عنه !! إن التاريخ يتحدث عنه وليس أنا حين مات القائد الحاجب المنصور فرح بخبر موته كل أوربا وبلاد الفرنج .. حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب على قبره خيمة كبيره وفيها سرير من الذهب فوق قبر الحاجب المنصور .. ونام عليه ومعه زوجته متكئه يملاهم نشوة موت .!!
قائد الجيوش الإسلامية في الأندلس وهو تحت التراب .. وقال الفونسو : –
( أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب !! ) .. وجلست على قبر اكبر قادتهم . فقال احد الموجودين :- ( والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار ) !!..
فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت : – ( صدق المتحدث أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !! والله إن هذا ليزيده شرف حتى بموته لا نستطيع هزيمته . . والتاريخ يسجل انتصار له وهو ميت قبحا بما صنعنا وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك ) ..
الحاجب المنصور ولد سنه 326 هجري بجنوب الأندلس .. دخل متطوعا في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أمير الأندلس وقائد الجيوش .. خاض بالجيوش الإسلامية 50 معركة انتصر فيها جميعا .. ولم تسقط ولم تهزم له راية .. وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط .. اكبر انتصاراته غزوة ‘ ليون ‘ حيث تجمعت القوات الأوربية مع جيوش ليون .. فقتل معظم قادة هذه الدول وأسر جيوشهم وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة الطاغية ..
كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل ارض يفتحها ويرفع الأذان فيها ويجمع الغبار في قارورة و أوصى أن تدفن القارورة معه لتكون شاهده له عند الله يوم يعرض للحساب .. كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثره ما قتل من أسيادهم وقادتهم لقد حاربهم 30 سنه مستمرة قتالا شديدا لا يستريح ابد ولا يدعهم يرتاحون .. كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواد آخر للحرب .. كان يدعوا الله أن يموت مجاهدا لا بين غرف القصور .. وقد مات كما يتمنى إذا وافته المنية وهو في مسيره لغزو حدود فرنسا .. كان عمره حين مات 60 سنه قضى منها 30 سنه في الجهاد والفتوحات .. ذهب المنصور إلى لقاء ربه وسيبقى اسمه خالدا مع أسماء الإبطال في تاريخ المسلمين .. وكان في نيته فتح مدن فرنسا الجنوبية من خلال اختراق( جبال البيرينيه) …
فهل عرفتم لماذا أقام الفونسو قائد الفرنج خيمة على قبره الآن !!!!!!!!
لقد استشهد وفي جيبه قارورة تحمل غبار معارك وفتوحات المسلمين
استشهد وجسده يحمل جروح المعارك التي خاضها لتشهد عند الله .. كل همه لقاء ربه ومعه ما يشفع له بدخول الجنة ..
موقف من مواقف الحاجب منصور :- يُسيّر جيشا جرارا لإنقاذ نسوة ثلاث :
جاء عن الحاجب المنصور في سيرة حروبه أنه سيّر جيشا كاملا لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن أسيرات لدى مملكة نافار، ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألا يأسروا أحدا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، فحدث ذات مرة أنه ذهب رسول من رسل الحاجب المنصور إلى مملكة نافار، وهناك وبعد أن أدّى الرسالة إلى ملك نافار أقاموا له جولة ، وفي أثناء هذه الجولة وجد ثلاثا من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم فتعجب لوجودهن ، وحين سألهن عن ذلك قلن له إنهن أسيرات في ذلك المكان .
وهنا غضب رسول المنصور غضبا شديدا وعاد إلى الحاجب المنصور وأبلغه الأمر، فما كان من المنصور إلا أن سيّر جيشا جرارا لإنقاذ هؤلاء النسوة ، وحين وصل الجيش إلى بلاد نافار دُهش جدا ملك نافار وقال:- نحن لا نعلم لماذا جئتم ، وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألا نتقاتل ، ونحن ندفع لكم الجزية. وبعزة نفس في غير كبر ردوا عليه بأنكم خالفتم عهدكم، واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات ، فقالوا: لا نعلم بهن، فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث ، فقال ملك نافار: إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن ؛
فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تم عقاب هذا الجندي ، ثم أرسل برسالة إلى الحاجب المنصور يعتذر فيها اعتذارا كبيرا ، فعاد الحاجب المنصور إلى بلده ومعه الثلاث نساء .