مقال أعجبني- المرجفون الجدد” للكاتب سعيد بن عبد الله الغامدي
لمن يقول أن صلاة الجماعة سنة أين هو من هذه الآيات ؟ 102 و 103 في سورة النساء ” وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)فصلاة الجماعة لم تترك في الحرب فكيف بها في السلم . والخطاب في أية 103 بالجمع ” فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة ” أقيموها جماعة وليس فرادى .
وإذا المحاربين يتداولوا على الصلاة جماعة فكيف بمنهم في السلم أيعقل أن يبقى التاجر يبيع ويشتري ويترك الصلاة ؟ وقد ورد النهي عن اللهو والتجارة في سورة الجمعة قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)
في هذه الأيات أوامر ، فالامر الأول بالسعي للصلاة مع النداء ومن المعروف أن فيه وقت بين الاذان والخطبة والصلاة والدعوة للمبادرة مع النداء للصلاة والأمر الثاني بترك البيع وفيه خير لهم لأن الصلاة خير وأبقى ، والأمر الثالث بالانتشار في الأرض بعد انقضاء الصلاة وابتغاء فضل الله ووعد المصلين بالفلاح وذم الله سبحانه من يتركون الخطبة والصلاة ويبين لهم أن ما عنده سبحانه خير من اللهو ومن التجارة وهو خير الرازقين وفي هذا بشارة بأن الصلاة لا تقف حائلا عن الرزق وإنما ادائها هو مصدر الفلاح والفضل والرزق .
ولمن يحدد بقصر نظره أن هذه الأيات تخص الجمعة أذكره بقوله تعالى في سورة النور ”
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36 ) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38 ) .
فيه ربط ينشرح له الصدر بين الهداية لنور الله وبيوت الله التي ترفع ويذكر فيها اسمه ويسبح له فيها بالغدو والاصال رجال ولم يقل سبحانه ونساء لأنه سبحانه جعل صلاتهن في بيوتهن بنفس الفضل ثم يأتي التفضيل بأن هؤلاء الرجال لا تلهيهم التجارة ولا البيع عن ذكر الله في بيوته وإقام الصلاة والجمع بكلمة رجال وإقام الصلاة فيه دليلا واضحا على إقامتها جماعة وذلك خوفاً من يوم تتقلب فيه القلوب والابصار ومخافتهم هذه هي مصدر أمنهم يوم القيامة بإذن الله . ويبين الله سبحانه وتعالى أن الصلاة هي خير العمل حيث بين سبحانهم بأن ييجزيهم بأحسن ما عملوا والعمل له علاقة بالصلاة بما ورد من أيات قبلها ووعدهم بالزيادة من فضله وهو سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب .لقد ربط الله سبحانه تعالى الرزق بالصلاة في سورة الجمعة وسورة النور وربط اللهو والتجارة والبيع بذكر الصلاة أيضاً .
اللهم اجعل الصلاة قرة أعيننا كما جعلتها قرة عين نبيك صلى الله عليه وسلم في سلمه وحربه ومرضه وهو القائل صلوات الله وسلامه عليه ” أرحنا بها يا بلال ” .
عن صحيفة إشتار