قصة قصيدة الشاعر الكبير.عبد الله الزرقوي الغامدي. يرحمه الله(جابها عواض حن بلي ..)
توجد صفحة أخرى هنا بالموقع خاصة به يرحمه الله.
ثلاثة إخوه عاشوا في بادية شرق غامد وزهران ، رزق احدهم بولد والثاني بولدين والثالث بفتاه ، عاشوا مع بعضهم حياة طبيعية مسراحهم واحد ومراحهم واحد ، ومرت الأيام وكبر الأبناء وشبوا عن الطوق . وفي احد الايام تقدم الابن الوحيد وطلب يد ابنة عمه من ابيها فرحب به ووعده خيرا وبعدها بقليل تقدم احد الاخوين وطلب يد البنت نفسها من عمه فرحب به ايضا وطلب من الجميع الحضور مساء في بيته ليبت في الموضوع.
بعد ان اكرمهم وقهواهم طلب من ابنته الحضور للمجلس وقال لها إن فلان وفلان طلبوك للزواج فمن تختارين منهم، فاختارت الفتاه ابن عمها أحد الاخوين ولم تختار الابن الوحيد.ومرت الايام وذات ليلة سمع الناس صوت البندق وقاموا من نومهم ..الذيب الذيب..وهبوا لمطاردته إلا والد الفتى العريس فقد ساوره الشك وأسرع إلى مكان نومه ووجده مقتولا وغارقا في دمه.. وعاد الوالد ينادي الناس ويخبرهم أن الذيب هنا .. الذيب هنا .تجمع الناس حوله واخبرهم أن ابنه قتل وأن الفاعل هو ابن اخيه الذي هرب من المكان.اعطى والد القتيل بندقته لابنه وطالبه بإحضار القاتل حيا أو ميتا . وتوجه الرجل في إثر القاتل يسأل عنه ويتقصى أثره حتى وجده بعد ثلاثة أشهر في سوق الباحة .
وعندما حس القاتل أن هناك من يتبعه سارع بمغادرة السوق متجها شمالا وابن عمه في إثره حتى وصل رغدان وفي احد المسارب الطويلة للقرية خاف الرجل أن يهرب منه القاتل فصاح بح والتفت إليه وهو يحاول ان ينزل سلاحه من على ظهره ولكن رصاصة ابن عمه كانت اسرع فوقع صريعا على الارض.
سمع اهل رغدان صوت الرصاص فهبوا للمكان ووجدوا القاتل والمقتول فحملوهم لأحد المنازل واستجوبوا القاتل واخبرهم أن القصة عند أهله وأعلمهم باسمه ومن أي قبيلة ومكان قبيلته .
توجه اربعة رجال من رغدان الى المكان الذي وصف لهم واستقبلوهم اهل القاتل والمقتول ورحبوا بهم وشكروهم على ما قاموا به وعاد معهم مجموعه من البدو بجمالهم الى رغدان وحملوا القاتل والمقتول وقد اكرمهم اهل رغدان وأعطوهم جالوق من التمر ورأس بز مع القتيل ورافقوهم حتى وصلوا مكانهم وشاركوهم العزاء .بعد اسبوعين قدم وفد من البدو الى رغدان وقالوا يا أهل رغدان لكم بيضاء تأخذونها في ربوع قريش في يوم حددوه لهم . ورغم محاولة اهل رغدان الاعتذار عنها إلا انهم قبلوها في النهاية فمن لا يقبلها لا يستحقها.رشح اهل رغدان من قريتم عشرين رجل ومن القبيلة عشرين رجل لاستلام البيضاء في ربوع قريش وكان شاعرهم الزرقوي رحمه الله.
وفي ربوع قريش حمي ميدان العرضه وتبارى الشعراء من البدو ومن قبيلة الزُهران من غامد في احياء العرضة . وتدخل الناس مطالبين الشعار بالتنحي ليسمعوا قصة البيضاء من الزرقوي الذي قال :
البدع :
يا سلام الله عدد سيلا عمر جاله ودمر جال ( 1 )
ياهل ذاك الفعل حن جانا خيولا جمحا وبغالي
وسرح سرحان والفيان يروى من دم ادمي
الذي يقدر يعمر ديرته للجار والسديه
والمتيعه اشد ما قد ساروالعاني معظما
هذي الخمس اللوازم ذا تمضينا بلاد الناس
من قدر فيها عسى ربي يعينه ويطول عمره
والذي يضعف ولا يقدر عسى الله يضعف الضعيف
( 2 )
من كما هذي وهذي جابها عواض حن بلي
الرد :
انحن غامد وجبتنا البيض خذناها بدم رجال
فإنها عادات غامد يشترون البيض بأغلى غالي
لو تشب الدور وإلا تغدي ارض الله دمادمي
انا ما اردك ولو عديت للمقصود من سديه
………………………………………….
مثل ما قد سار في سبتان بين قريش والضبياني
خمسه وعشرين في غسل الوجوه ومثلهم قضى
والمذاهب جايره ما شالها زيدي وحنبلي ( 3 )
توضيح
( 1 ) يمدح الشاعر زهران .
( 2 ) أجزاء من البدع والرد نسيها الراوي.
( 3 ) كان اهل المنطقة يتبعون المذهب الشافعي .
القصة رائعة القصيدة كامله في كتاب الموروث لشعر ألعرضه لعلي السلوك رحمه الله.
عن ساحات وادي العلي