فضيلة الشيخ. سعيد بن عبدالله آل عياش الغامدي.وصل لقاضي تمييز وإلى مفتش محاكم منطقة عسير. ذو علم وفضل. يرحمه الله
يذكر تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية أن القائد الموحد والمؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – يرحمه الله – أمر بإنشاء كلية الشريعة في مكة المكرمة عام 1369هـ لإعداد القضاة ومدرسي العلوم الشرعية. وتقوم الكلية في كل عام باختيار الطلاب المتفوقين الذين تراهم صالحين لمهنة القضاة، ويتم ترشيحهم لسماحة المفتي رئيس القضاة.صدر قرار سماحة رئيس القضاة ومفتي الديار السعودية آنئذٍ بتعيين الشيخ سعيد بن عبد الله ابن عياش ملازماً قضائياً في المحكمة الكبرى بمكة المكرمة على أن يعمل بمحكمة الطايف. مارس الشيخ ابن عياش مسؤولياته بأمانة وإخلاص مدفوعاً بإيمانه أن العدل حق لكل إنسان وأنه لا يتحقق إلا على يد قاض عادل. برع في القضاء مما جعل رئيس القضاة يصدر قراره عام 1380هـ بتولية الشيخ سعيد بن عياش قضاء محكمة خميس مشيط بكاملها.
وفي ربوع عسير، وانطلاقاً من مدينة خميس مشيط أظهر الشيخ ابن عياش دراية وحصانة في حل القضايا، ومكافحة المظالم، ورد الحقوق إلى أصحابها .. ولا يزال أهالي منطقة عسير يذكرون عدل الشيخ وأفضاله .. ومبادراته في العمل الخيري من أجل تنمية أسرية تصلح أساساً لمجتمع آمن سليم.وتقديراً لجهوده قرر وزير العدل ترفيع الشيخ إلى مرتبة (قاضي تمييز) في عام 1400هـ وأن يكون عمله في محكمة خميس مشيط تقديراً لرغبته وحفاظاً على استقراره الأسري والاستفادة من خبراته بالمنطقة وشؤونها.وسعياً من وزارة العدل في الاستفادة من خبرات الشيخ ابن عياش تم تكليفه بالعمل مفتشاً على محاكم المنطقة الشرقية ومحاكم منطقة الحدود الشمالية ومحاكم الإمارات العربية المتحدة ومحاكم قطاع تهامة في المنطقة الجنوبية.
بدأ الشيخ سعيد بن عياش مهمته التفتيشية بمحاكم المنطقة الشرقية وكان موضع الحفاوة والتقدير من جميع قضاة وعلماء المنطقة الشرقية. وقد منحني الشيخ شرف زيارته لمنزلي ومعه فضيلة الشيخ محمد بن زيد رئيس محاكم المنطقة الشرقية آنذاك وعدد من القضاة والوجهاء. وكانت ابتسامة الشيخ لا تفارقه أثناء الحديث، ورأيتها تعبيراً عن امتنان فضيلته للحب الذي يلقاه من جميع الحاضرين وما تزال.
كان الشيخ موضع ثقة المواطنين والمسؤولين، فكان منزله بمدينة خميس مشيط مراداً لأصحاب الحاجات يبثونه أسرارهم فتصدر توجيهاته الحكيمة والحليمة فنصب عليهم طمأنينة ذاتية وتشبثاً بالله قاضي الحاجات.قام الشيخ سعيد بن عياش مع بعض أعيان مدينة خميس مشيط بتأسيس جمعية البر الخيرية في بداية التسعينات من القرن الهجري الماضي واستمر يديرها (كما يقول ابنه خالد) رئيساً لمجلس إدارتها لمدة عقدين من الزمان وحتى عام 1408هـ وهي أول جمعية خيرية بالمنطقة الجنوبية .. وبعد جهد وجهاد استقرت رحلة طلب العلم والعمل في مجالات القضاء، وميادين أعمال البر قرر الشيخ أن ينحاز إلى مواصلة البحث العلمي والتدريس فطلب الإحالة على التقاعد عام 1412هـ وتم له ذلك.
أقام الشيخ ابن عياش أسرةً مثالية في ضوء التعاليم الإسلامية السمحة فقد رزقه الله عشرين ولداً منهم تسع بنات وفقد منهم أربعة أبناء .. فكان الحمد لله والثناء عليه والرضا بقدره ما بدر إلى خاطر الشيخ في كل مرة فقد فيها أحدهم. وتقرب إلى الله سبحانه بتربية من عاش منهم على تعاليم الإسلام فربى فيهم:
(1) التقوى (2) مخافة الله (3) الصبر (4) الرضا بما قسم الله وقدر (5) المثابرة على طلب العلم (6) الإخلاص في العمل (7) إعداد الأبناء ليكونوا آباء مسؤولين والبنات ليكن أمهات صالحات صابرات. فجاءت أدوارهم في خدمة المجتمع كما يلي:
1. عبد الرحمن / حصل على درجة الماجستير / عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بجدة / متقاعد. 2. خالد / حصل على درجة البكالوريوس / معلم بمدرسة ثانوية الملك فهد بالطايف. 3. العميد الركن إسماعيل / القوات المسلحة. 4. العقيد الركن محمد / القوات المسلحة. 5. تركي / معلم بمدرسة المهلب بن أبي صفرة بالطايف 6. عياش / علوم طبية / تخصص بصريات. 7. عبد الرحيم / أصغر الأبناء وهو طالب بالجامعة يدرس علوم الحاسب الآلي. بناته تعلمن وتخرجن بشهادات الكفاءة المتوسطة والثانوية والجامعة، وعملن ويعملن في قطاع التعليم.
يقوم الشيخ حالياً بدراسة الأحاديث النبوية الشريفة وتخريجها وأنتجت هذه الفترة ثلاثة كتب مخطوطة تخضع للمراجعة النهائية وتدبيراً مر طباعتها وهذه الكتب الجديدة كما يلي:
1. (الإتحاف بتخريج أحاديث شرح المنتهى والكشاف) ويأتي هذا الكتاب في تسعة مجلدات تحتوي على (3600) ثلاثة آلاف وستمائة حديث. 2. القول الممتع بتخريج أحاديث الروض المربع مع فوائد منتقاة من حاشيتي العنقري وابن قاسم) ويقع هذا الكتاب في ثلاثة مجلدات. 3. (تخريج أحاديث وأخبار كتاب تاريخ القضاة) وهذا الكتاب حالياً بين يدي الشيخ قيد التأليف.
وإلى جانب القراءة والبحث والتأليف فإن الشيخ يستقبل طلابه ومحبيه يومياً في منزله بالطايف، وهو لا يكفُّ ولا يتوانى عن الدعوة إلى الله تعالى بتوحيده والإخلاص في عبادته. وشيخنا بار بأهله وأصدقائه ومعارفه فهو وصول لهم، يسأل عنهم، ويزورهم، ويدعو لهم.
ونتيجة هذه الرحلة الشاقة في سبيل: (أ) طلب العلم ونشره، والعمل في القضاء بهدف تحقيق العدالة. (ب) وتربية الأبناء والبنات من أجل بناء أسرة تكون نواةً صالحة في بناء مجتمع سليم، ومواصلة الأرحام والأصدقاء والمعارف. (ج) والبحث والتأليف.
فإننا نجد أنفسنا أمام عالم موسوعي وفي حضرة رائد لم يخذل أهله.إنه الشيخ الفاضل سعيد بن عبد الله بن عياش بارك الله فيه، وأمدَّ في عمره، ونفعنا بعلمه إنه على كل شيء قدير.
ملاحظة هذه المقابلة مع ابنه كانت في حياة الشيخ يرحمه الله.
منقول من المكتبة الشاملة الحديثة