غلا الخالدي… تجارب ملهمة لأول سفيرة سعودية من ذوي الإعاقة
همَّةٍ وإصرارٍ لا يعرفان للمستحيل سبيلاً، مضت غلا الخالدي في طريق مليءٍ بالأشواك بكل سهولةٍ واقتدارٍ، فرُشِّحت لعددٍ لا يُحصى من الجوائز عقب إبداعها في مجالات متنوعة. وعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها استطاعت بجدارة وضع بصمةٍ في تعريف المجتمع بفئة المصابين بالإعاقات الحركية، ولأنها لا تقبل إلا أن تكون في المقدمة دائماً، مُنِحَت ألقاباً عدة، لم يسبقها إليها أحدٌ، منها أصغر سفيرة لمبادرة محاربي السرطان ١٠ ksa، وأصغر وأول سفيرة للنوايا الحسنة من ذوي الإعاقة. كان لنا معها الحوار الآتي.
إنجازات ومناصب
بدايةً، عرَّفت غلا بنفسها قائلةً: “أعاني من إعاقةٍ حركية بسبب نقص الأوكسجين أثناء ولادتي، وأنشط في نشر ثقافة الإعاقة والمطالبة بحقوق هذه الفئة. تمَّ اختياري أول سفيرةٍ للنوايا الحسنة للإصرار والعزيمة من ذوي الإعاقة عام 2016 من قِبل منظمة اتحاد البرلمان الدولي التابع للأمم المتحدة، وأول سفيرة لمبادرة ١٠ ksa لمحاربي سرطان الثدي، حيث تبرَّعت فيها بشعري للمصابات بهذا المرض تضامناً معهن. كذلك تقلَّدت منصب سفيرة مجموعة الفهدة تحت إشراف الأميرة فهدة بنت فهد بن ناصر آل سعود، وسفيرة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم، وسفيرة الحملة الإعلامية ميولنا ما تفرقنا، الموجَّهة ضد التعصُّب الرياضي، وسفيرة معرض ضياء لذوي الاحتياجات الخاصة، وسفيرة المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل عام 2018 الذي أقيم برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله. أيضاً أصبحت أصغر عضو في نادي الطيران السعودي، وعملت عضواً في إعلاميي المستقبل بالإعلام التربوي في سكاكا، ورُشِّحت لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز على مستوى منطقة الجوف، وكرَّمني الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث تشرَّفت بالسلام عليه، وشاركت في حديث مسك بعرض تجربتي الملهمة في التعايش مع الإعاقة عام ٢٠١٨، وتأهلت لجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز فئة الطالب في دورتها الـ٢١ على مستوى منطقة الجوف».
الثقة والدعم أساس الموهبة
وذكرت غلا أن والدتها دعمتها في البداية للتعايش مع إعاقتها وعدم الاستسلام لها، وأكَّدت عليها بضرورة التركيز على ما تملك من مهاراتٍ وقدرات، واستثمارها بالشكل الصحيح، وحول ذلك قالت: «كثيرٌ من الأعمال والمهارات والقدرات والهوايات لا تتطلب المشي، ومع ذلك يرى بعضهم أنها صعبة ولا تناسب ذوي الإعاقة، مثل السباحة ومغامرات التحدي والطيران! هذه الأنشطة ساعدتني في اكتشاف ذاتي، حيث اهتممت بدعمٍ وتحفيز من والدتي بالتعرُّف على هواياتي وقدراتي، وعملت على تنميتها وتطويرها بالقراءة والمشاركة والتدريب، كذلك ساعدني موسى ومحمد، شقيقي، في اكتشاف ذاتي، والحمد لله نجحت بالإصرار والعزيمة في خوض تجارب جميلة، مستفيدةً أيضاً من مساندة المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي لي، إذ كان لهم دور كبير جداً في زيادة ثقتي في نفسي، واستمراري في البحث عن الأفضل دائماً؛ حتى أكون عند حُسن ظن الجميع بي».
التعامل مع الإصابة
وتطرقت غلا إلى طريقة تعاطيها مع المجتمع الخارجي، مبينةً أنها تتعامل بشكل طبيعي مع الجميع، وعن ذلك قالت: «أتعامل مع المحيطين بي باحترامٍ، ويحكم هذا التعامل فهم ووعي الطرف الآخر لي، والحمد لله لم تواجهني أي صعوبةٍ في التعامل مع الأهل والأقارب والأصدقاء وزميلاتي في المدرسة. الصعوبات التي أعاني منها في الغالب مصدرها الجهل والفضول، فهناك مَن يعتقد أن ذوي الإعاقة يحتاجون إلى الشفقة والرحمة فقط، وأنهم يختلفون عن غيرهم في كل شيءٍ، ويظن أننا لا نملك أي قدراتٍ، ومكاننا الطبيعي في المنزل. هؤلاء أتعامل معهم بثقتي في نفسي وتجاهل نظرتهم لي».
وأكدت غلا أن طموحاتها لا حدود لها، ومنها تمثيل وطنها عبر مشاركات خارجية، وتقديم نموذجٍ رائع للفتاة السعودية.
عن سيدتي-07-04-2021