عياد الأحمدي. شاب يبهر الأجانب وكل من زار مزارع والده. بالزراعة العضوية وتنوع المحاصيل. وهو قصة ملهمة
نجح المزارع “عياد الأحمدي” في قرية الجفر غرب المدينة المنورة، والتي اشتهرت بالزراعة منذ القدم، أن يعيد مزارع والده العتيقة التي أنشئت قبل ٦٥ عاماً، للحياة بعد أن نضبت آبارها ومات نخيلها وأشجارها.
وبعد عودة الأمطار والسيول وخلال أربع سنوات استطاع “الأحمدي”، وبكل إصرار وعزيمة، أن يعيدها إلى الواجهة من جديد، وأطلق عليها “نقوة النعناع” لتصبح من المزارع العالمية التي يتوافد عليها الخبراء والمهتمون من جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال نجاحه في الزراعة العضوية التي لا يستخدم بها الأسمدة والمبيدات الكيميائية على الرغم من صعوبة الزراعة العضوية، وخاصة في هذا المجال.
ومن التطورات التي شاهدتها تلك المزرعة أن الشاب الأحمدي جلب بعض النباتات من أوروبا والدول العربية، والتي لقيت نجاحاً كبيراً، وربما أكثر من موطنها الأصلي، و٦٠ نوعاً من النباتات العطرية والأعشاب الدوائية والخضار والفواكه النادرة.
وزار وفد خبراء إيطاليين مهتمين بالغذاء والإنتاج الزراعي ذي الجودة العالية، يوم أمس، تلك المزرعة، وانبهروا بما شاهدوه من تنوع وتعدد في المحاصيل، حيث الورد المديني والشاي الأخضر والأزرق ونبات حبة البركة والبابونج والكركديه والعطرة والشيح وعشبة الليمون، إضافة إلى 20 نوعاً وشكلاً من النعانيع والتي جلب بعضها من القارة الأوروبية وكذلك من إفريقيا، واستطاعته خلال فترة وجيزة أن ينشئ معملاً لتجفيف وتغليف بعض المنتجات المحلية مثل الورد المديني والنعناع والحناء وإكليل الجبل والمرامية، وذلك بأيدي سعودية من خلال توفير فرص عمل لشباب وشابات من أهالي القرية.
وأثنى رئيس الوفد وقائد فريق الخبراء البروفيسور فرانشيسكو من إيطاليا على ما شاهده هو وفريقه من تطور ونجاح مذهل للزراعة العضوية من حيث كمية الإنتاج وجودة المنتج والتنوع في المحاصيل.
وذكر البروفسور فرانشيسكو أن الأجواء في المملكة مشجعة لخصوبة الأراضي، مشيداً بالتطور الملحوظ الذي شاهده خلال زيارته للمملكة، واعتبر أن هذه الزيارة تعد من أفضل الزيارات التي خاضها في كافة أرجاء العالم، ومثمن الكرم السعودي الأصيل الذي وجده من خلال الحفاوة والاستقبال الذي حظي بها هو وفريقه منذ أن وصلوا إلى المملكة، واصفاً الشعب السعودي بالشعب الكريم المضياف.
وبدوره، شكر “الأحمدي” الله -سبحانه وتعالى- ثم حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على ما يجده المزارع من دعم وتشجيع في السنوات الأخيرة؛ مما شجع الشباب على الإقدام والخوض في مجال الزراعة، وحث الشباب على هذه الخطوة، وقد أبدى “الأحمدي” استعداده بمساعدة ودعم جميع من يرغب في خوض هذه التجربة بتوفير النصح والإرشاد، وكذلك بتوفير البذور المتوفرة بدون مقابل.
عن سبق – خالد الشاماني. المدينة المنورة.5 جمادى الأول 1443
================================================================