عمر كانوتيه.دفع 500 ألف دولار للإبقاء على مسجد.وقال..أهم مـن ألقاب «الليغا»
في قلب مدينة الأندلس الإسبانية وقبل أن تفتح الجمعية الإسلامية أبوابها في الصباح الباكر في أحد أيام العام 2007، وجد الشخص المسؤول عن إدارة الفترة الصباحية إعلاناً معلقاً على الباب الخارجي يقول إن إحدى شركات العقار في المدينة، قررت إزالة أحد المساجد في الأندلس، بحجة أن عقد الأرض التي يقع عليها قد انتهى، وبالتالي فقد بات من حقها استخدامه لأي مشاريع أخرى حتى لو كانت غير دينية، في تلك اللحظات وجد المسلمون في تلك المدينة العريقة أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، فالمبلغ المطلوب لشراء أرض المسجد لا يملكون منه إي شيء، كما أن الوقت لن يسعفهم لبدء حملة تبرعات من أجل جمعه.
على الطرف الآخر، وفور وصول الخبر إلى النجم المالي فريدريك كانوتيه لاعب نادي أشبيليه، عن طريق جماعة من المسلمين الذين يقطنون الأندلس لم يتوان عن شراء هذه الأرض لمنع إزالة المسجد ودفع 500 ألف دولار للإبقاء على مكان العبادة الأول في الإسلام.
وعند سؤاله لماذا قام بهذه الخطوة قال: إنه لا يملك أي تعليق على الأمر؛ فالأرض قد عرضت للشراء وقام بشرائها للإبقاء على المسجد، وقالها صراحة: نعم دفعت نصف مليون دولار من مالي الخاص لمنع إزالة مسجد في الأندلس، وسأدفع كل أموالي إذا تطلب الأمر، أنا مسلم وديني هو حياتي، ولست لاعب كرة فقط وأعتقد أن شراء أرض المسجد أفضل من كل ألقاب كرة القدم ودروع «الليغا».
هو فردريك كانوتيه، مالي الأصل مواليد مدينة ليون الفرنسية عام 1977، هداف نادي إشبيلية الإسباني وحصد معه في موسمي 2006 و2007 كأس الاتِّحاد الأوروبي.
«بدأت في ممارسة شعائر الدين الإسلامي، وأنا في العشرين من عمري، وأحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام»، هكذا عبر النجم المالي فريدريك عمر كانوتيه، عن سعادته الكبيرة وفخره الشديد لانتمائه للدين الإسلامي، وأضاف: «اعتنقت الإسلام عام 1999 بعدما تذوقت حلاوته، ولم أعتنقه عن جهل، إنما بعد حب كبير وإيمان صادق، كنت أقرأ كثيراً عن تعاليم الإسلام، وقيمه الإنسانية، وأخلاقه الحميدة، لم أدخل الإسلام دون أن أفهمه؛ فقد اطلعت كثيراً على مراجع عدة، وقرأت لكل الديانات وليس الإسلام فقط، حتى اقتنعت بالإسلام». وأضاف: «سافرت كثيراً، وبالخصوص إلى مالي؛ للتعرف إلى المسلمين عن قرب، وعاشرت إخوة مسلمين في ليون، وبالتالي فقد استفسرت كثيراً قبل اتخاذ هذا القرار، الذي اعتبره بمنزلة تحولٍ كبير في حياتي».
على اسم الفاروق
بعد أن قرر اعتناق الإسلام قرر اختيار اسم «عمر»، وقد أعلن أكثر من مرة أنه معجب بشخصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه؛ لذلك أحب أن يُسمَّى باسمه، كما أنه دائم التردد على الأراضي المقدسة، وقام بأداء العمرة أكثر من مرة، إلى جانب أداء فريضة الحج، كما تبنى العديد من المشاريع الخيرية في مالي، وخاصة تلك التي تهتم برعاية الأطفال، ليؤكد أنه خير سفير وممثل للإسلام في ساحات الملاعب بأخلاقه العالية، وإيمانه، وحرصه على إظهار سماحة الدين الإسلامي.
مواقف مشرفة
عُرف عن عمر كانوتيه التزامه الديني، منذ إعلان إسلامه وعلى سبيل ذلك، اتخذ مواقف عبرت عن حرصه الشديد على عدم فعل ما يغضب ربه، فرفض لبس قميص نادي إشبيلية، الذي عليه اسم راعي القميص وهي تروج لشركة ميسر وهي المحرمة في الدين الإسلامي. ولذلك قررت إدارة نادي إشبيلية السماح له بارتداء القميص من دون وجود اسم الراعي؛ مما حدا بشركة المراهنات للتبرع لصالح جمعية خيرية إسلامية؛ لإقناع كانوتيه بالعدول عن رأيه.
لم يعجب هذا التصرف بعض وسائل الإعلام الإسبانية، فشنت عليه هجوماً حاداً، متهمة إياه بالتزمت الديني، كما اعتبرت سجوده بعد تسجيل أي هدف بمنزلة رمز ديني، لا ينبغي أن يحدث في ملاعب كرة القدم، فساهم هذا الأمر بخلق حالة من الكراهية له بين جماهير النادي، وكان أن اشتبك مع أحد الصحافيين عقب مباراة جمعت فريقه مع ريال مدريد في إحدى مباريات الدوري، وسجل فيها هدفاً قاد به إشبيلية للفوز، فقد سأله الصحافي بتهكم لا يخلو من السخرية: «ماذا تعرف عن الدين الإسلامي الذي تعتنقه؟ وهل تعتبر سجودك بعد تسجيل الأهداف أمراً مقبولاً؟». فما كان منه سوى الرد بحدة قائلاً: «أنت صحافي جاهل، ولا تعرف شيئاً عن الإسلام»، ودخل بعد ذلك إلى غرفة تغيير الملابس دون أن يدلي بتصريحات أخرى.
وقال بعد الواقعة للصحف الإسبانية: «عندما يسألك مغفل مثل هذا السؤال، فردك سيكون قاسياً حتماً، فهو لا يعرف الدين الإسلامي، وما يحمله من معانٍ سامية ورحمة، وفوق ذلك يسأل بتهكم وسخرية عن معرفتي بهذا الدين».
قضية فلسطين
لم يكن هذا الموقف هو الأول في مسيرة الرياضي المسلم الرائع، فعقب تسجيله هدف الفوز على نادي ديبورتيفو لاكورونيا في ذهاب دور ربع النهائي لكأس إسبانيا في أحد المواسم، قام برفع قميصه ليكشف عن «فلسطين» مكتوبة بلغات عدة، وفور قيامه بهذا العمل الرائع تلقى كانوتيه بطاقة صفراء بفرحة غامرة ورحابة صدر استثنائية، كما نال التحية من زملائه المحترمين. وشدد كانوتيه على أن مساعدته لأطفال غزة وتنديده بالعدوان الصهيوني، كان بمنزلة مبدأ وعقيدة، معتبراً أن ما فعله كان طبيعياً، على غرار ما فعله المتظاهرون في كل أنحاء العالم، مسلمين كانوا أم لا، عندما أعلنوا مساندتهم للفلسطينيين.
وأوضح مهاجم أشبيلية أن القضية الفلسطينية لها بُعد أكثر من ديني؛ فهي قضية عدالة إنسانية، والكل مطالب بالتعبير عن موقفه، وعلى هذا الأساس كان من واجبي التنديد بالظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون.
«حلال» في أوروبا
وكانت آخر أعمال كانوتيه، ذلك القرار الذي اتخذه بإنشاء سلسلة مطاعم «حلال» في أكثر من دولة أوروبية، حيث إن جميع ما ستقدمه هذه السلسلة هي الأطعمة والمشروبات المباحة تبعاً للدين الإسلامي. وقد جاءت الفكرة بعد أن وجد تعصباً شديداً تجاه المسلمين في أوروبا، إضافة إلى المعاناة التي يعانونها في تلك الجزئية بالذات، خاصة أن معظم المطاعم في تلك الدول تعتمد على أسلوب كهربة الحيوانات والطيور، كما أن كثيراً من الأطعمة يكون لحم الخنزير والخمور من ضمن مكوناتها.
على الجانب الشخصي، لم يَمنع التزام كانوتيه المولود في فرنسا، والمتزوج من فاطمة ولديه منها طفلان «إبراهيم وإيمان» أن يتألق ويحافظ على نجوميته؛ ففي 2 فبراير عام 2008 تم اختيار كانوتيه أفضل لاعب كرة قدم أفريقي، وبالتالي أصبح أول لاعب مولود خارج القارة الأفريقية يحصل على هذه الجائزة.
#محطات
1997
في موسم 1997 بدأ كانوتيه في نادي أولمبيك ليون الفرنسي مسيرته الاحترافية التي أوصلته عبر نادي «وست هام يونايتد» ونادي «توتنهام هوتسبر» قبل أن يحط الرحال في 2005 بنادي «إشبيلية» الإسباني.
1
شارك في أول مباراة رسمية له مع نادي ليون موسم 1997 ضمن منافسات بطولة الكأس الأوروبي في مواجهة نادي أودرا فودزيسلاف البولندي التي انتهت بالفوز 5-2.
2000
وافق كانوتيه على الانتقال إلى نادي وست هام يونايتد الإنجليزي في صيف 2000 وخلال لعبه على مدى 3 مواسم شارك في 84 مباراة سجل خلالها 29 هدفاً.
21
بعد أن لعب مع منتخب فرنسا للشباب تحت سن 21 عاماً، ولم يتم ترشيحه للعب ضمن المنتخب الأول، قرَّر في العام 2004 اللعب لصالح منتخب مالي.
2
شارك كانوتيه مرتين في نهائيات بطولة أمم أفريقيا في عام 2004 فاز منتخب مالي بالمركز الرابع، وحصد لقب الهدَّاف، بينما في نسخة 2008 خرج منتخب بلاده من الدور التمهيدي.
بدأ ممارسة شعائر الدين وهو في العشرين ويحمد الله على نعمة الإسلام
رفض ارتداء إعلان أحد الرعاة فتعرض لحرب شنعاء من الصحافة الإسبانية
عن البيان الامارتيه