د.غازي القصيبي الموسوعة الذهبية
ميلاد | 2 مارس 1940 الأحساء، المملكة العربية السعودية |
---|---|
الوفاة | 15 أغسطس 2010 (70 سنة) الرياض، المملكة العربية السعودية |
سبب الوفاة | سرطان المعدة |
مكان الدفن | مقبرة العود |
مواطنة | السعودية |
اللقب | الدبلوماسي · الأديب · الشاعر |
أبناء | يارا · سهيل · فارس · نجاد |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة القاهرة كلية لندن الجامعية جامعة كاليفورنيا الجنوبية |
المهنة | شاعر، ودبلوماسي، وشاعر قانوني |
اللغات المحكية أو المكتوبة | العربية[1] |
موظف في | جامعة الملك سعود |
الجوائز | |
وسام الكويت (1992) |
النشأة[عدل]
في بيئة مشبعة بالكآبة كما يصفها القصيبي كانت ولادته التي وافقت اليوم الثاني من شهر مارس عام 1940 ذلك الجو الكئيب كانت له مسبباته، فبعد تسعة أشهر من ولادة غازي توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضاً وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه، في ذلك الجو، يقول غازي: «ترعرعت متأرجحاً بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم).» ولكن لم يكن لوجود هذين المعسكرين في حياة غازي الطفل تأثير سلبي كما قد يُتوقع بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن «السلطة بلا حزم تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم بلا رحمة يؤدي إلى طغيان أشد خطورة.» هذا المبدأ، الذي عايشه غازي الطفل طبقه غازي المدير وغازي الوزير وغازي السفير أيضاً فكان على ما يبدو سبباً في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري، إلا أننا لا ندري بالضبط، ماذا كان أثر تلك النشأة لدى غازي الأديب.[3]
المناصب التي تولاها[عدل]
تولى القصيبي مناصب عدة منها أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 – 1385هـ ومستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران (وزارة الدفاع حاليا) ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة ونال منصب عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود 1971 – 1391هـ ثم مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 – 1393 هـ ومن ثم وزير الصناعة والكهرباء 1976 – 1396 هـ وثم وزير الصحة 1982 – 1402هـ فسفير السعودية لدى البحرين 1984 – 1404 هـ ثم سفير السعودية لدى بريطانيا 1992 – 1412هـ فعاد وزير المياه والكهرباء 2003 – 1423هـ ومن ثم وزير العمل 2005 – 1425 هـ، وكما مُنح وسام الكويت ذو الوشاح من الطبقة الممتازة عام 1992 ومُنح وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة الأخرى من دول عربية وغير عربية، كما لديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين السعودية حيث كان أحد مؤسسيها وكان عضواً فعالاً في مجالس وهيئات حكومية، وصاحب فكرة تأسيس جمعية الأطفال المعاقين بالمملكة العربية السعودية، كما عمل بلا مُرتب في آخر 30 سنه من حياته حيث تم تحويل مرتباته إلى جمعية الأطفال المعاقين، وذكره معلمه والأديب عبد الله بن محمد الطائي ضمن الشعراء المجددين في كتابة دراسات عن الخليج العربي قائلاً:«أخط اسم غازي القصيبي وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه أشعار من جزائر اللؤلؤ الدم الجديد، وكان فعلاً دماً جديداً سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعداً، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه.» ويعد كتابه حياة في الإدارة أشهر ما نشر له وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن، وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفاً كما له أشعار متنوعة.
التعليم[عدل]
لم يستمر جو الكآبة ذاك ولم تستبد به العزلة طويلاً بل ساعدته المدرسة على أن يتحرر من تلك الصبغة التي نشأ بها ليجد نفسه مع الدراسة بين أصدقاء متعددون ووسط صحبة جميلة. في المنامة كانت بداية مشواره الدراسي حتى أنهى الثانوية، ثم حزم حقائبه نحو مصر وإلى القاهرة بالتحديد وفيجامعتها انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك والتي يصفها بأنها غنية بلا حدود ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ يُقال أن رواية شقة الحرية التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة.[3]
بعد ذلك، عاد إلى السعودية يحمل معه شهادة البكالوريوس في القانون وكان في تخطيطه أن يواصل دراسته في الخارج وأصرّ على ذلك رغم العروض الوظيفية الحكومية التي وصلته وكان أهمّها عرضاً يكون بموجبه مديراً عاماً للإدارة القانونية في وزارة البترول والثروة المعدنية (وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية حاليا) والتي كان يحمل حقيبتها آنذاك عبد الله الطريقي إلا أنه رفضه مقدماً طموح مواصلة الدراسة على ما سواه. كان أباه حينها قد عرض عليه الدخول في التجارة معه ومع إخوته إلا أنه اعتذر من أبيه عن ذلك أيضاً فما كان من الأب شديد الاحترام لاستقلال أولاده كما يصفه ابنه إلا أن يقدّر هذه الرغبة بل وساعده بتدبير أمر ابتعاثه الحكومي إلى الخارج وهذا ما تم، وفي 1962 ونحو لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية كانت الوجهة هذه المرة وفي جامعة جنوب كاليفورنيا العريقة قضى ثلاث سنوات تتوّجت بحصوله على درجة الماجستير في العلاقات الدولية.[3] وفي أميركا وأثناء دراسة الماجستير، جرّب غازي منصبًا إداريًا للمرة الأولى وذلك بعد فوزه بأغلبية ساحقة في انتخابات جمعية الطلاب العرب في الجامعة، وبعد رئاسته لها بأشهر أصبحت الجمعية ذات نشاط خلاق، بعد أن كانت الفرقة سمتها نظراً للوضع الذي كان يعيشه الوطن العربي آنذاك والذي يؤثر بالطبع على أحوال الطلاب العرب.[3]
العمل[عدل]
عاد إلى الوطن وعمل أستاذاً جامعياً ثم إكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه بعد فترة عملية، كان قرار غازي من بين خيارات عدة، فعاد إلى الرياض عام 1964 وإلى جامعتها – جامعة الملك سعود حالياً – تقدّم آملا بالتدريس الجامعي في كلية التجارة – إدارة الأعمال حالياً – ولكن السنة الدراسية كانت قد بدأت قبل وصوله، ما جعل أمله يتأجل قليلاً حتى السنة التالية، وفي تلك الأثناء قضى غازي ساعات عمله اليومية في مكتبة الكلية (بلا عمل رسمي) وقبيل فترة الامتحانات الجامعية جاء الفرج حاملاً معه مكتباً متواضعاً ومهمة عملية لم تكن سوى لصق صور الطلاب على استمارات الامتحان وقام حامل الماجستير في العلاقات الدولية بتلك المهمة عن طيب خاطر.[3] وقبل بدء السنة التالية، طلب منه عميد الكلية أن يجهّز نفسه لتدريس مادتي مبادئ القانون ومبادئ الإدارة العامة إلا أنه وقبيل بدء الدراسة فوجئ الأستاذ الجامعي الجديد بأنه عضو في لجنة السلام السعودية – اليمنية التي نصت عليها اتفاقية جدة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن وكان أن رشح اسمه كمستشار قانوني في الجانب السعودي من اللجنة دون علمه، ليأتي أمر الملك فيصل باعتماد أسماء أعضاء اللجنة فلم يكن هناك بدّ من الانصياع لهكذا عضوية، ومع أوائل العام 1966 كانت مهمة اللجنة قد انتهت ليعود المستشار القانوني السياسي إلى أروقة الجامعة، وكلف حينها بتدريس سبع مواد مختلفة. وفي 1967 غادر نحو لندن ليحضّر الدكتوراه هناك، وكتب رسالته حول حرب اليمن ثم عاد إلى الرياض في 1971 ولكنه قد أصبح الدكتورغازي ليبدأ مشواره العملي ويصل إلى مجلس الوزراء بعد أربع سنوات في التشكيل الوزاري الذي صدر عام 1975.[3]
الأستاذ[عدل]
مع بداية العام 1971 عاد غازي القصيبي للعمل في الجامعة بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من لندن في المملكة المتحدة وأدار بعد عودته بقليل مكتباً للاستشارات القانونية كان يعود لأحد أصدقاءه ومن خلال هذه التجربة التي يعترف غازي بأنه لم يوفق فيها تجارياً، يبدو أنه وفق بشأن آخر وهو التعرف على طبيعة المجتمع السعودي بشكلٍ أقرب من خلال تعامله مع زبائن المكتب. في تلك الفترة أيضاً كانت الفرصة قد سنحت للكتابة بشكل نصف شهري في جريدة الرياض مع إعداد برنامج تلفزيوني أسبوعي يتابع المستجدات في العلاقات الدولية وكان لظهوره الإعلامي دور في ترسيخ هذا الاسم في ذاكرة العامة، وفي تلك الأثناء كذلك شارك القصيبي مع مجموعة لجان حكومية كانت بحاجة لمستشارين قانونيين ومفاوضين مؤهلين من ضمنها لجان في وزارة الدفاع والطيران ولجان في وزارة المالية والاقتصاد الوطني وغيرها، في تلك الحقبة من بداية المشوار العملي الحقيقي كان لابد وأن يكون لبزوغ هذا الاسم ثمن وكان كذلك بالفعل إذ انطلقت أقاويل حول عاشق الأضواء وعاشق الظهور ويعلق القصيبي على ذلك بالقول:«تعلمت في تلك الأيام ولم أنس قط أنه إذا كان ثمن الفشل باهضاً فللنجاح بدوره ثمنه المرتفع … أعزو السبب لظهور هذه الأقاويل إلى نزعة فطرية في نفوس البشر تنفر من الإنسان المختلف الإنسان الذي لا يتصرف كما يتصرفون.» وبعد أقل من عام كان على الأستاذ الجامعي أن يتحول عميداً لكلية التجارة وهو المنصب الذي رفضه إلا بشرط هو ألا يستمر في المنصب أكثر من عامين غير قابلة للتجديد فكانت الموافقة على شرطه هذا إلى جانب شروط أخرى رحب بها مدير الجامعة، وبدأت تنمو الإصلاحات في الكلية ونظامها وسياستها بشكلٍ مستمر وبنشاط لا يتوقف، حتى عاد أستاذاً جامعياً بعد عامين.
الوزير[عدل]
وفي 1973 كان القرار في الانتقال من الحياة الأكاديمية إلى الخدمة العامة في المؤسسة العامة للسكة الحديدية وكان سبق أن عرض عليه الأمير نايف وزير الداخلية السابق أن يعمل مديراً عاماً للجوازات والجنسية ولكنه رفض، أما إدارة مؤسسة السكة الحديدية فأثارت شهية الإداري الذي ولد داخل الأكاديمي على حد وصف القصيبي، وقبل أن يتضح له أنه بدأ شيئاً فشيئاً يتحول إلى وزير تحت التمرين كان قد التقى مرات عدة مع الأمير فهد آنذاك حتى أنه شرح له في إحدى المرات فلسفة المملكة التنموية وكأن ذاك درس للطالب النجيب لينتقل نحو مجلس الوزراء وهذا ما حدث بالفعل في عام 1975 ضمن التشكيل الوزاري الجديد إذ عُيّن وزيراً لوزارة الصناعة والكهرباء ويذكر المواطن من ذلك الجيل أن الكهرباء حينها دخلت كل منزل أو على الأقل غالبية المنازل في السعودية وخلال فترة وجيزة، كذلك كان من أهم إنجازات تلك الفترة نشوء شركة سابك عملاق البتروكيماويات السعودي، وكانت قد ظهرت آنذاك العلامة المميزة لغازي القصيبي وهي الزيارات المفاجئة. يعترف غازي الوزير أنه لم يكن بوسعه تحقيق ما حققه لولا الحظوة التي نالها لدى القيادة السياسية للبلد وهذه الحظوة لم تكن بالطبع لتأتي من فراغ وتوطدت أكثر مع الأمير فهد ولي العهد وفي يوم من أواخر العام 1981 كان الأمير فهد قد قرر تعيين غازي وزيراً للصحة وهو ما تم بعد تولي الملك فهد مقاليد الحكم عام 1982، ويقول الوزير الجديد حينها في هذا الشأن:«كانت ثقة الملك المطلقة التي عبر عنها شخصياً وفي أكثر من وسيلة ومناسبة هي سلاحي الأول والأخير في معارك وزارة الصحة.» وفي تلك الوزارة كانت التغيرات حثيثة ومتلاحقة نحو الأفضل، ظهر غازي في تلك التغيرات كإنسان أكثر من كونه وزير أو إداري وربما كان لطبيعة العمل الإنساني في وزارة الصحة دور كبير في هذا، كان من الأمثلة على ذلك إنشاء جمعية أصدقاء المرضى، برنامج يقوم على إهداء والدي كل طفل يولد في مستشفيات الوزارة صورة لوليدهم بعد ولادته مباشرة مع قاموس للأسماء العربية هذا فضلاً عن تعزيز عملية التبرع بالدم وبث ثقافتها وتحفيز المواطنين نحوها كذلك ظهرت لمسات روحانية كتعليق آيات من القرآن داخل المستشفيات وتوزيع المصاحف على المرضى المنومين. ولكن الأكيد أنه ومع كل تلك النجاحات التي ما زالت آثار نتائجها باقية حتى اليوم لم تكن النهاية سعيدة إذ صدر أمر ملكي بإعفاء الوزير القصيبي من وزارة الصحة وكان ذلك في أواسط عام 1984 يقول غازي عن الإعفاء أنه كان دراما إنسانية معقدة وكانت قصيدة سيف الدولة الحمداني قد دقت الوتد الأخير أو هي كل الأوتاد في العلاقة الودية بين الوزير ورئيسه في مجلس الوزراء الملك فهد فكان الإعفاء.
السفير[عدل]
وبعد شهر واحد فقط صدر تعيينه سفيراً للمملكة العربية السعودية في مملكة البحرين بناءً على رغبته، وبقي كذلك لثماني سنوات حتى صدر قرار تعيينه – بعد استشارته – سفيراً للمملكة العربية السعودية في بريطانيا وظل هناك طوال إحدى عشرة سنة ليعود من السلك الدبلوماسي نحو الوزارة، وزيراً للمياه ثم المياه والكهرباء بعد أن دمجتا في وزارة واحدة لينتقل أخيراً نحو وزارة العمل.
معارضة ومواقف[عدل]
كان للقصيبي ميول أدبية جادة ترجمها عبر دواوين شعر كثيرة وروايات أكثر وربما يعدّ بسببها أحد أشهر الأدباء في السعودية، ويظل رمزاً أو نموذجاً جيداً لدى الشباب منهم، وكالعادة، فالمبدعين لابد وأن تحاصرهم نظرات الشك وتلقى إليهم تهم لها أول لكنها بلا آخر لا سيما وأن متذوقي الأدب قلة، ومحبي حديث الوعاظ المتحمّسين غالبية، وابتدأت تلك المشاحنات من جانب الوعاظ مع إصداره لديوانه الشعري الثالث معركة بلا راية عام 1970 إذ ساروا في وفود وعلى مدى أسابيع عدة نحو الملك فيصل لمطالبته بمنع الديوان من التداول وتأديب الشاعر فأحال الملك فيصل الديوان لمستشاريه ليطلعوا عليه ويأتوه بالنتيجة، فكان أن رأي المستشارين أنه ديوان شعر عادي لا يختلف عن أي ديوان شعر عربي آخر إلا أن الضجة لم تتوقف حول الديوان واستمرت الوفود بالتقادم للملك فيصل، فما كان منه سوى أن شكل لجنة ضمت وزير العدل ووزير المعارف ووزير الحج والأوقاف لدراسة الديوان أو محاكمته بالأصح وانتهت اللجنة إلى أن ليس في الديوان ما يمس الدين أو الخلق، ولا تمر هذه الحادثة في ذهن القصيبي إلا ويتذكر موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز من هذه القضية إذ يقول غازي:«سمعت من أحد المقربين إليه أنه اتخذ خلال الأزمة موقفاً نبيلاً وحث الملك فيصل على عدم الاستجابة إلى مطالب الغاضبين المتشنجة.» فيما بعد توالت الإصدارات بين دواوين الشعر والروايات والكتب الفكرية ومن دواوينه الشعرية صوت من الخليج والأشج واللون عن الأوراد وأشعار من جزائر اللؤلؤ وسحيموللشهداء، ومن رواياته شقة الحرية والعصفورية وسبعة وهما وسعادة السفير ودنسكو وسلمى وأبو شلاخ البرمائي وآخر إصداراته الجنية، وفي المجال الفكري له من المؤلفات التنمية، الأسئلة الكبرى والغزو الثفافي وأمريكا والسعودية وثورة في السنة النبوية، والكتاب الذي وثق فيه سيرته الإدارية والذي حقق مبيعات عالية حياة في الإدارة وكذلك كتاب الوزير المرافق الذي وثق فيه سيرته كمسؤول في وزارة من خلال بعثات الوفود الرسمية ومرافقته للضيوف الرسميين، أحدثت معظم مؤلفات القصيبي ضجة كبرى حال طبعها، وكثير منها مُنع من التداول في السعودية لا سيما الروايات، ولا يزال فيها ما هو ممنوع حتى الآن. وعلى المستوى الروائي يكاد يُجمع المهتمين بأن روايتي شقة الحريةوالعصفورية هما أهم وأفضل وأشهر ما كتب القصيبي، في حين احتفظ ديوان معركة بلا راية بمرتبته المتقدمة بين دواوين الشعر الأخرى، وفي المؤلفات الأخرى يبقى حياة في الإدارة واحداً من الكتب التي حققت انتشاراً كبيراً رغم أن ثقافة القراءة كانت شبه معدومة حينها في المجتمع – نشر الكتاب عام 1998 وهو عام بائس في التاريخ السعودي انخفض فيه سعر برميل النفط إلى أقل من 10 دولارات – دائماً ما كان القصيبي منذ البدء متواصلاً مع المشهد الثقافي السعودي عبر إصداراته شبه السنوية، وأثار ضجة أخرى عندما قدّم رواية بنات الرياض للروائية السعودية رجاء الصانع وهي الرواية التي تواجه مصيراً يكاد يقترب من مصير معركة بلا راية عند صدوره.
بيان ابن باز[عدل]
- رُوي لابن باز أنّ غازي القصيبي قال «إن الجزيرة لم تر النور منذ 3000 سنة»، فأصدر ابن باز بياناً لنقد مقولة القصيبي، وكان جواب القصيبي «كان البعض غفر الله لنا ولهم قد دقوا بين الشيخ وبيني.. ونقلوا ما نقلوا إليه مشوها محرفا وخارجا عن سياقه» ويعتقد حمد الماجد أنّه من المستحيل أن يقصد القصيبي بهذه العبارة المرحلة النبوية وما بعدها.[4]
أحداث وطرائف[عدل]
وفي الشأن الأدبي لم تخلو سيرة القصيبي الوزير من مواقف طريفة تسبب بها غازي الأديب إذ يروي القصيبي أنه في أحد الأيام إبان وزارته في الكهرباء والصناعة حصل انقطاع للكهرباء في أحد أحياء الرياض وكان القصيبي يذهب إلى مقر الشركة ويتلقي الشكاوى الهاتفية مع موظفي السنترال كلما حدث انقطاع فلما كان ذاك اليوم وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال الشركة حادثه مواطن غاضب قائلا:«قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض» يقول غازي «فقلت له ببساطة شكراً .. وصلت الرسالة فقال: ماذا تعني؟ قلت: أنا الوزير قال: أحلف بالله فقلت: والله.» وكانت هناك لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن تهوي السماعة، ودارت نزاعات فكرية ثقافية بين القصيبي ومجموعة من الصحويين في أواسط التسعينات، حولها الصحويون من اختلافات إلى خلافات ووصلوا فيها إلى مراحل متقدمة من الطعن في القصيبي عبر المنشورات والمنابر وأشرطة الكاسيت، فأصدر غازي حينها كتابا بعنوان حتى لا تكون فتنة وهو بمثابة الرسالة يوجهها نحو من جعلوا أنفسهم خصوماً له وأشهرهم ناصر العمروسلمان العودة وانتهت تلك المرحلة بسلام. ورغم أن البعض يرى أدب القصيبي متطرفاً نحو اليسار إلا أن لآخرين رأيهم بأنه متطرفاً لليمين لا سيما في أدبياته الأخيرة وخصوصاً قصيدة الشهداء التي مجّد فيها القصيبي للعمليات الاستشهادية في فلسطين وأشاع بعضهم حينها أنها كانت سبباً لتدهور علاقاته الدبلوماسية في بريطانيا فكان أن نقل من السفارة عائداً إلى الوزارة، وذلك بعد نحو عام من نشر القصيدة، وهنا استشهد القصيبي بقول الأديب السوري محمد الماغوط:«ما من موهبة تمر بدون عقاب ويضيف عليها: وما من موقف يمر بلا ثمن.[5]»
مؤلفاته والنتاج الأدبي[عدل]
غلاف كتاب شقة الحرية.
غلاف كتاب حياة في الإدارة.
غلاف كتاب العصفورية.
القصيبي شاعر له إنتاجات في مجالات مختلفة ففي فن الرواية والقصة خرج له:
- شقة الحرية
- حياة في الإدارة
- دنسكو
- أبو شلاخ البرمائي
- العصفورية
- سبعة
- سعادة السفير
- الجنية
- العودة سائحا إلى كاليفورنيا
- هما
- حكاية حب
- رجل جاء وذهب
- أقصوصة ألزهايمر، نشرت بعد وفاته
نتاج صحفي[عدل]
وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات، في عين العاصفة التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية، كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها:
- التنمية، الأسئلة الكبرى
- عن هذا وذاك
- باي باي لندن ومقالات أخرى
- الأسطورة ديانا
- 100 من أقوالي غير المأثورة
- ثورة في السنة النبوية
- حتى لا تكون فتنة.
شعره[عدل]
كان يُطلق على غازي القصيبي سندباد الشعر السعودي الحديث؛ فقد استطاع أن يترجم بعضاً من أشعاره إلى اللغة الإنجليزية من خلال ديوانه المسمى (الشرق والصحراء)FROM THE ORIENT AND THE DESERT حيث استطاع من خلال الترجمة الوصول إلى قراء الإنجليزية، وقد نال شعره الإنتشار الواسع بين القراء ودليل على على ذلك ديوانه معركة بلا راية الذي صدر في بيروت سنة 1971م، وقد برز في شعره جانب الصدق والمكابدة في قصيدته المسماة (يا أعز النساء)، واستطاع غازي القصيبي التقاط الصور وسكبها في اشعاره على هيئة لوحات فنية.[6]
الترجمة[عدل]
كما ترجم القصيبي كتاب للمؤلف ايريك هوفر باسم المؤمن الصادق.
الإصدارات الشعرية ==[7] =[عدل]
- أشعار من جزائر اللؤلؤ – مطبعة دار الكتب بيروت 1960م – 1380هـ
- قطرات من ظمأ – مطبعة دار الكتب بيروت 1965م – 1385هـ
- في ذكرى نبيل – مطبعة دار الكتب بيروت 1969م – 1389هـ
- معركة بلا راية – مطبعة دار الكتب 1970م – 1390هـ
- أبيات غزل – دار العلوم 1976م – 1396هـ
- أنت الرياض – ط1 المكتب المصري الحديث – ط2 دار العلوم 1977م – 1397هـ
- قصائد مختارة – دار الفيصل الثقافية 1980م/1400هـ
- الحمى – الكتاب العربي السعودي 1982م – 1402هـ
- العودة إلى الأماكن القديمة – دار الصقر المنامة 1985م – 1405هـ
- المجموعة الشعرية الكاملة – ط1 دار المسيرة للطباعة والنشر، ط2 تهامة 1987م – 1407هـ
- ورود على ضفائر سناء – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1987م – 1407هـ
- مرثية فارس سابق – الكتاب العربي السعودي 1990م – 1411هـ
- عقد من الحجارة – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1991م – 1411هـ
- سحيم – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1996م – 1416هـ
- قراءة في وجه لندن – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1997م – 1417هـ
- واللون عن الأوراد – دار الساقي 2000م – 1420هـ
- يا فدى ناظريك – العبيكان 2001م – 1421هـ
- الأشج – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2001م – 1421هـ
- للشهداء – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2002م – 1423هـ
- حديقة الغروب – العبيكان 2007م – 1428هـ
- البراعم – دار القمرين 2008م – 1429هـ
وفاته[عدل]
توفي عن عمر يناهز السبعين عامًا في يوم الأحد 5 رمضان 1431 هـ الموافق 15 أغسطس 2010 الساعة العاشرة صباحًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.[8]
انظر ايضاً[عدل]
وصلات خارجية[عدل]
- القصيبي «الحاضر الغائب في ذاكرة القلم».
- ملتقى للأدب والثقافة.. افتتاح بيت غازي القصيبي في المنامة.
- غازي القصيبي يواصل حضوره.
المراجع[عدل]
- ^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb12544261v — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- ^ وفاة وزير العمل السعودي غازي القصيبي، إيلاف، دخل في 15 أغسطس 2010 نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت ث ج ح جريدة شمس – رمضان 1427
- ^ “ابن باز والقصيبي – حمد الماجد”. archive.aawsat.com. اطلع عليه بتاريخ 10 مايو 2019.
- ^ قصيدة الشهداء نسخة محفوظة 13 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ شعراء مُبدعون من الجزيرة والخليج، سعود عبدالكريم علي الفرج، ط1، ج1، مطابع الفرزدق، الرياض، 1417هـ/1996م، ص11-24.
- ^ بيبليوجرافيا غازي القصيبي، إعداد أمين سليمان سيدو، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية.
- ^ وفاة وزير العمل الدكتور غازي القصيبي، جريدة الرياض، دخل في 15 أغسطس 2010
سبقه محمد بن عبد الله العوضي | وزير التجارة والصناعة1396 هـ – 1402 هـ | تبعه عبد العزيز بن عبد الله الزامل |
سبقه حسين بن عبد الرزاق الجزائري | وزير الصحة1403 هـ – 1404 هـ | تبعه فيصل بن عبدالعزيز الحجيلان |
سبقه وزارة مستحدثة | وزير المياه والكهرباء1423 هـ – 1424 هـ | تبعه عبد الله بن عبد الرحمن الحصين |
سبقه علي بن إبراهيم النملة (قبل فصلها عن الشؤون الاجتماعية) | وزير العمل1424 هـ – 1431 هـ | تبعه عادل فقيه |
الاستثناء، هذه هي الكلمة التي اختصر فيها وصفه للأديب الراحل د. غازي القصيبي، موضحاً أن الفقيد «شخصية سعودية وطنية متفردة في هذا العصر». وأكد عدد من الأدباء والمثقفين أن القصيبي جمع العقول في رأس واحد، وأنه مكون من مجموعة مواهب، وأنه سياسي إن تحدث في السياسة وإداري إذا تحدث في الإدارة وإن تحدث في موضوع فكري وأدبي فهو مفكر وأديب. وأوضحوا أن رحيل الأديب القصيبي سيحدث فجوة يصعب ردمها، حيث كان حضوره استثنائيا في كل مكان حل فيه. بصمات معروفة وملموسة قال عضو مجلس الشورى والإعلامي محمد رضا نصر الله عن شخصية الراحل : «غازي علم بارز من أعلام المملكة، له بصمات معروفة وملموسة على صعيد التنمية في المملكة منذ بدايتها، شغل العديد من المناصب مثل إدارة سكة الحديد وتقلد عددا من الوزارات، وعلى صعيد التجربة الثقافية والإبداعية فهو رائد، فالرواية السعودية كتبت قبله بعقود، وحينما دخل إلى بابها أضاء فيها نفسا جديدا». موضحاً أن «القصيبي رحمه الله شجع بعض الكتاب السعوديين إلى دخول هذا المعترك حتى عرفنا تراكما هائلا لهذا النوع الإبداعي». وذكر أن د. القصيبي «منظر سياسي من خلال الكتابات التي بدأها في صحيفة الجزيرة بعنوان الحقيبة الدبلوماسية كان يحررها أسبوعيا، وشكلت إضافة اختتمها بكتاب الوزير المرافق، فالقصيبي ضرب من ضروب الشخصية التي تصر دائما على الإتيان بجديد». وعن علاقته بالقصيبي، تابع نصر الله حديثه، وقال: «لا أستطيع الحديث عن غازي لأني اشعر أني جزء منه، تعرفت عليه منذ سنوات طويلة وهو حاضر في ذهني، وفي كل زاوية له ذكرى»، مختتماً الحديث بأن القصيبي «اعتاد في الفترة الأخيرة دعوة أصدقائه، وهي دعوة محدودة، كنا نشعر معه كأصدقاء بالتجلي الذي عرف عنه إذا تحدث في السياسية فهو سياسي وإذا تحدث في الإدارة فهو إداري وإذا تحدث في موضوع فكري وأدبي فهو مفكر وأديب». مؤكداً أن المملكة خسرت «شخصية كبرى.. نتمنى أن يجود علينا الزمن بشخصية مثل شخصية غازي القصيبي». رجل استثنائي رأى د. محمد المشوح، صاحب «ثلوثية المشوح»، أن «العالم العربي والإسلامي افتقد شخصية سعودية وطنية متفردة في هذا العصر» برحيل د. غازي القصيبي، وقال إن «أقل كلمة فيه وتختصره (الاستثناء) بكل ما تحمله هذه العبارة من معان، فهو رجل خدم وطنه بكل صدق ابتداء من عهد الملك فيصل، ومن يقرأ سيرة غازي سيجد فيها سيرة عطرة تفوح بالصدق والولاء للوطن وولاة الأمر. وحظي بثقة مطلقة من ولاة الأمر لم يحظ بها أحد مثل ما حظي بها هو»، مشيراً إلى أن «الجانب المضيء أحوج ما نكون إليه لغازي في هذا الوقت». وأضاف المشوح: «كانت أعماله في كل وزارة يتولاها مضربا للمثل من النزاهة والصدق والتعامل وحرصه على خدمة المواطنين، حتى ضربت عنه الأمثال كأنها ضرب من الأساطير والخيال التي قد لا تتصورها الأجيال التي لم تدرك (الاستثناء)». مشيراً إلى أنه «وزير يعيد للذاكرة ما كاد أن يمحى كالوزير ابن هبير الذي جمع مآثر في العقل والحكمة والأدب والصدق في التعامل مع نفسه والآخرين». وذكر أن للأديب الراحل «الكثير من المآثر يذكرها ويعرفها المقربون منه»، متأملاً «بعد أن طويت صفحة مليئة بالعمل والجد، أن تفتح الصفحات التي لم تكشف بعد عن حياة هذا الرجل، فنحن أحوج ما نكون إلى مثل هؤلاء الرجال الذين يعملون بصدق بعيدا عن الأقوال التي لا تصدق على أفعالها». علم من الحياة بكلمة مختصرة تحدث عضو مجلس الشورى الناقد د. سعد البازعي، وقال: «لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن أهميته وشاعريته، نحن فقدنا علما من أعلام الحياة الثقافية والفكرية والإدارية، شخصية يصعب تخيل أن يأتي مثيل لها أو بديل. أثرى الساحة على مستويات عدة وله العديد من الإنجازات والأعمال التي ستخلده». وأضاف: «كان حضوره استثنائيا، فالمصاب كبير ويصعب التعبير عن حجم هذا الغياب». له ابتكارات يستحيل تكرارها وصف رئيس النادي الأدبي بالرياض د. عبدالله الوشمي شخصية الراحل بأنه يشكّل «ظاهرة تمتد من حقول السياسة إلى الاقتصاد ولا ينتهي عند الأدب والثقافة. وإذا كنا نعرف جيدا دوره السياسي الكبير وثقة ولاة الأمر فيه ونعرف الحضور الأدبي الكبير لمعاليه على عدة أصعدة، فإنه بنظري على بعد اجتماعي ثقيل، فأسرته تمتلأ بالنابهين والبارزين». وأشار الوشمي إلى أن «الراحل رائد على عدة صعد، الرواية بدأت بدايتها الحديثة من جهوده مع قلة من الروائيين، ولا يستطيع شاعر أن يتجاوزه على المستوى العربي وليس المحلي، عندما يرصد حركة الشعر العربي ومساهمته في الشأن الثقافي اللافت بالمؤلفات، فهو مكثر ومجد وصاحب ابتكارات يستحيل أن تتكرر، وكتبه ذات إيقاع عالي. ذكريات د. سلطان القحطاني فضل استعادة بعض الذكريات عن الراحل، وقال: «لم يكن اسم عائلة القصيبي بالغريب على واحد مثلي من أبناء الأحساء، إلا أن شاعراً ظهر في الستينيات من القرن الماضي، كان يعمل أستاذا في كلية التجارة والاقتصاد آنذاك في جامعة الرياض (الملك سعود حالياً)، وعرفه الجمهور من خلال برنامج تليفزيوني كان يقدمه عن الاقتصاد، ولم يكن د. غازي القصيبي مثقفاً عادياً، أو متخصصاً في السياسة والاقتصاد، أو شاعراً..، بل كان كل هذه الشُّعَب، وفوق ذلك كان وطنياً يهتم بكل شأن من شؤون الوطن، سواء كان تحت إدارته، أو خارجها، عندما كان وزيراً للصحة، كان يفتتح مستوصف قريتنا (الوزية) شمال الأحساء، وكنا نطالب بالهاتف، فكلمه أهل القرية، فقال: هذا الأمر ليس عندي، لكنني سأتحدث مع زميلي وزير البرق والهاتف، وفعلاً وصل خط الهاتف إلى القرية، بعد أسابيع. عندما كان وزيراً للصناعة والكهرباء، كان يتابع المشاريع بنفسه، وعندما كان سفيراً في لندن، كان يخاطب الطلبة المبتعثين ويهنئهم بالمناسبات». وأضاف القحطاني: «القصيبي الشاعر صاحب الأحاسيس المفرطة لم تشغله هذه الأحاسيس عن قضايا الوطن، فصاغها شعراً ونثراً في مقالاته ودواوينه». إبداع ومواقف لا تنسى قال رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي القاص جبير المليحان: «رحل الرجل الكبير، غازي القصيبي، الكبير بفكره، والكبير بعطائه لوطنه. الدكتور الوزير الأديب المفكر الشاعر، غادرنا بعد أن ملأ الدنيا من حوله إبداعا، ومواقف لا تنسى». وأضاف أن «كثيرين يتذكرونه، رحمه الله، عندما كان وزيرا للصحة، عندما ارتعدت فرائص مسؤولي مرافق الصحة لزياراته المفاجئة من أجل خدمة أفضل للمرضى. كثيرون يتذكرون أن بيوتهم في قرى الشمال والجنوب، لم يسطع فيها الضوء إلا عندما أصبح هو المسؤول عن الكهرباء. كثيرون يقرؤونه شاعرا متميزا في قصائده. كثيرون يرونه روائيا مبدعا فتح أبوابا مغلقة، وتجاوز خطوطا لم تمس في واقعنا الاجتماعي. واختتم المليحان حديثه بقوله «كثيرون يقولون الآن رحمك الله يا معالي الوزير: إنسانا، ومبدعا، ومسؤولا يراعي مصلحة المواطن قبل كل شيء». جمع عقولاً في رأس القاص فالح الصغير استعرض جانبا من ذكرياته مع الراحل: «اذكر أني التقي به يوما وقدمت له ابني خالد، وقلت له هذا شاعر، فقال «الله يعينه»، كما أني طلبت منه أن يكتب مقدمة على كتابي «عام الجنون العربي» فرد بعنف، وقال: أنا لا أكتب مقدمات كتب، وأخذ الكتاب ووضعه في حقيبته، ثم كتب المقدمة التي نشرت في صفحات الكتاب». وأضاف: «يطول الحديث عن شخصية مميزة مثل غازي القصيبي فهو مجموعة مواهب في شخص واحد بروحه المرحة وأسلوبه الساخر الجميل. رجل قيادي مؤثر، لا أستطيع تلخيص محاسنه في عدد من السطور». وتابع قائلا : «سجلت عدداً من المواقف في ذاكرتي اثر علاقتي به، فهو شخصية اجتماعية قريبة من الناس، حريص على حضور المناسبات لا يقفل بابه في وجه احد، الكل يصل إليه بسهولة، يعمل بطاقة 24 ساعة يومياً، أحتفظ له بعدد من الأوراق بخط يده الجميل الواضح، كما أنه يكتب بقلم حبر أسود دائما، تعليقات مقنعة وردودا مميزة. كان حريصا رحمه الله على تفقد عمله بنفسه، وكثيرا ما يتخفى ليكتشف الأمور على حقيقتها». واختتم الصغير حديثه «غازي القصيبي قامة عظيمة وعدد من العقول في رأس واحد». علامة ثقافية بارزة القاص خالد اليوسف تطرق في حديثه إلى أثر الراحل في مسيرة الوطن، وقال إن «فقدنا علامة بارزة من علامات الثقافة السعودية النثرية والشعرية، حيث كان له دور حداثي في الرواية الحديثة.. وفي النثر هو رائد من خلال روايته شقة الحرية». وعن فن الإدارة عند الراحل يعلق اليوسف : «أما في الإدارة، فيعتبر منظرا وتطبيقيا من خلال المناصب التي تولاها، فدوره معروف في خدمة الوطن والملك والمواطنين». شارع باسم القصيبي من جانبه، تمنى الشاعر محمد الجلواح في بداية حديثه أن يحمل شارع من شوارع كل منطقة في المملكة اسمه، وإنشاء مركز ثقافي يحمل اسمه تقديرا لدوره. وقال «أعزي الوطن والحرف والكلمة والمثقفين كافة والشعر خاصة بفقد هذا المثقف على مستوى العالم العربي الذي طالما قلبت الأفئدة كل حروفه النثرية والشعرية على امتداد الوطن»، معتبرا أنه «أحد سمات عصرنا.. ولا أبالغ إذا قلت أإننا محظوظون أننا وجدنا في عصر عاش فيه غازي القصيبي».
محمد رضا نصر الله – جريدة اليوم