بلد المليون شاعر..من أجمل قصائد الشعر الموريتاني القديم والحديث. فيديوهات.

معاوية بن الشدو
صاح الغراب لنا بالبين من سلمــه *** ما للغراب ولي دق الإله فمـه
هذا العتاب لمه مهلا عذولي مـــــه *** تحرقت كبدي أكبادكم شبمــه
لو تعلمون الهوى أو ذقتم ألمــــــه *** ما لمتم في الهوى أو قلتم كلمــه
شاعر فصيح وله شعر مليح منه الأبيات الثلاثة المتقدمة وهذه القصيدة من بحر الرجز, والتي كسر فيها التقليد الذي جعل من هذا البحر بحرا لنظم المتون والألغاز والحكم.
والقصيدة بين أيدينا نظمها الشاعر في مدح السلطان المغربي مولاي اليزيد بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله.
إلا أن الشاعر أطال غزلها واللافت في القصيدة هو أنها مليئة بالأوصاف المتقنة والتي جعلتها أشبه باللوحة. كما أنها تعبير عن تعلق شديد بالمحبوبة التي ارتحلت ولكن ذلك الرحيل إنما قوى عزم الشاعر على تتبعها أينما حلت وارتحلت فشوقه الشديد وناقته القوية كفيلان بتحقيق عزمه على سلوك طرقها ودروبها.
فإلى القصيدة اللوحة.
لله كم من هضبة وجبــــــل *** من الهوى بها يسير جملــــي
وكم حوت جوانحي من الجــوى *** ومن أسى ووله وخبـــــل
وكم أصابت مهجتي وكبـــدي *** صوارم من العيون النجـــل
ومقلة ترنو اختلاسا رشقــــــت *** مني سهامها بكل مقتـــل
غداة أظعان الخليط يممـت *** صوب اللوى وصوب ريع الحجــل
وقبلها كنت أرى صرف النـوى *** سالمنا ونام نومة الخلـي
ما راعني قبل تفرق الدجــــى *** إلا مناد الحي بالترحـــــــل
فلم أزل أنظرهم ومقلتـــي *** إنسانها يغرق ثم يعتلـي
حتى اختفوا وقد بدا لدونهــــــــــم *** فود العملس وفود السعـــل
من كل بيضاء عروب طفلـــــــة *** بهكنة لذيذة المقبــــل
تفتر في ابتسامها عن بــــــــــرد *** ريقتها ممزوجة بالعســــل
يعبق من أنفاسها وثغرهــــا *** ري الخزامى الغض والقرنفــــل
كأنها بعد النعاس والكـــرى *** تمج صهبا من رحيق سلســـل
خمصانة إزارها كأنمــا *** تمنطقت به على عقنقـــــل
خرعوبة عطبولة أحوى اللمــى *** مكعب الثديين نهد الكفـــل
تمشي فتهتز الهوينى إن مشت *** مثل اهتزاز غصن بان خضــل
لا بد لي لابد لي أن أقتفـــي *** آثارهم باليعملات الذلـــل
أهدى بها من القطا الكدري على *** أفراخها بكل فيفا مجهــل
تسلك بي أي طريق سلكــــــــــوا *** وكل تيهاء وكل هوجـل
تمر بالحزن إذا مزوا بـــــــــــه *** ومنهل مرت بذاك المنهــــل.
عن صفحة الأديبة. الغالية السباعي بفيس بوك