اليتيمه .. قتلت شاعرها وسارقها. وهي من عيون الشعر العربي
قصيدة لم يثبت احد نسبها الصحيح وان كانت اغلب الروايات تنسبها لدوقلة المنبجي سميت باليتيمه لانه لا يعرف لقائلها غيرها القصيدة من عيون الشعر العربي وقيل انها افضل قصيدة في وصف جسد المرأه بكل دقه.
هل بالطلول لسائل رد=أم هل لها بتكلم عهد
درس الجديد جديد معهدها = فكأنما هي ريطة جرد
من طول ماتبكي الغيوم على=عرصاتها ويقهقه الرعد
وتلث سارية وغــادية=ويكر نحس خلفه سعد
تلقاء شامية يمانيـــة = لهما بمور ترابها سرد
فكست بواطنها ظواهرها = نوراً كأن زهاءه بـــــرد
فوقفت أسألها وليس بها=إلا المها ونقانق ربـــد
فتبادرت درر الشنون على = خدي كما يتناثر العقد
لهفي على (دعد) وماحفلت =بالابحـــر تلهفي (دعد)
بيضاء قد لبس الأديم بهاء =الحسن فهو لجلدها جلد
ويزين فوديها اذا حسرت = ضافي الغدائر فاحم جعد
فالوجه مثل الصبح مبيض =والشعر مثل الليل مسود
ضدان لما استجمعا حسنا =والضد يظهر حسنه الضد
وكأنها وسنى اذا نظرت =أو مدنف لما يفــق بعــــد
بفتور عين ما بها رمد =وبها تداوى الأعين الرمد
وتريك عرنينا يزينه =شمم وخدا لونــــه الورد
وتجيل مسواك الأراك على=رتــل كأن رضابه الشهـد
والصدر منها قد يزينه =نهد كحق العاج إذ يبـدو
والمعصمان فمايرى لهما =مـن نعمة وبضاضة زنـــد
ولها بنان لو أردت له=عقداً بكفك أمكن العقـد
وكأنما سقيت ترائبها = والنحر ماء الورد إذ تبدو
وبصدرها حقان خلتهما= كافورتين علاهمــا نــــد
والبطن مطوي كما طويت =بيض الرياط يصونها الملد
وبخصرها هيف يزينه =فإذا تنـــوء يكـــاد ينقـــد
والتف فخذاها وفوقهما =كفل يجاذب خصرها نهد
فقيامها مثنى إذا نهضت =من ثقله وقعودهـا فـــرد
والساق خرعبة منعمة =عبلت فطوق الحجل منسد
والكعب أدرم لايبين له =حجــم وليس لراسه حـــد
ومشت على قدمين خصرتا =والتفـــتا فتكامل القــــــــد
ما عابها طول ولا قصر=في خلقهـا فقوامها قصــد
إن لم يكن وصل لديك = يشفي الصبابة فليكن وعد
قد كان أورق وصلكم زمنا=فذوى الوصال وأورق الصـد
لله أشـــواقي أذا نزحت =دار بنا وطواكموا البــــعـــد
إن تتهمي فتهامة وطني =أو تنجدي يكن الهوى نجد
وزعمت أنك تضمرين لنا =وداً فهــــلا ينفــع الـــود !
وإذا المحب شكا الصدود ولم =يعطف عليه فقتله عمـــد
نختصها بالود وهي على=ما لا نحب فهكذا الوجـــد
أو ماترى طمري بينهما = رجل ألــــح بهزله الجــــد
فالسيف يقطع وهو ذو صدأ =والنصل يعلو الهام لاالغمد
هل تنفعن السيف حليته =يوم الجلاد إذا نبا الحـــــد
ولقد علمت بأنني رجل=في الصالحات أروح أو أغدو
سلم على الأدني ومرحمة =وعلى الحوادث هادن جلد
متجلبب ثوب العفاف وقد =غفل الرقيب وأمكن الـورد
ومجانب فعل القبيح وقد = وصل الحبيب وساعد السعد
منع المطامع أن تثلمنى =أني لمعولها صفـا صلــــد
فأروح حراً من مذلتها =والحر حين يطيعها عبــــد
آليت أمدح مقرفاً أبداً =يبقى المديح وينفد الرفد
هيهات يأبى ذاك لي سلف = خمدوا ولم يخمد لهم مجد
والجد كندة والبنون همو =فزكا البنون وأنجب الجـد
فلئن قفوت جميل فعلهم =بذميم فعلي إنني وغـد
أجمل إذا حاولت في طلب =فالجد يغني عنك لا الجد
ليكن لديك لسائل فرج =أو لم يكن فليحسن الرد
شعراء الواحدة: دوقلة المنبجي / رؤى جديدة وأسئلة مثيرة
1 – المقدمة:
لأيم الله أنا حائرٌ لمن أنسب هذه القصيدة الدعدية اليتيمة الكاملية ( من البحر الكامل، عروضها حذاء، وضربها مضمر)، عدد أبياتها مختلف فيه بين 60 إلى 66 بيتاً، تسلسل أبياتها غير متفق عليه، مترادفات كلماتها متباينة حتى يكاد كلّ بيت يروى بصياغة مختلفة ، مما يشير إلى أنّ العديد من الشعراء عبثوا بها لينحلوها لهم غصباً، و كل واحد منهم يزعم نسخته هي الصحيحة الأصيلة، لأنه صاحبها، وما عداها صورة مشوهة لولادة غير شرعية، الحق أنّها فريدة جميلة يتيمة، يتيمة لا من حيث تسببت في مقتل مبدعها فتيتمت، ولا لأنها واحدة شاعرها، لا أخت لها، لا و لا…!! أنا عندي هذه المسكينة يتيمة لأنها عرضة للعبث والتحرش بها لكلّ من هبَّ ودبَّ دون خجل ولا حياء، لا راعي لها، ولا ولي لأمرها، كلّ يقول أنا لها، ولا يدري ما سرّها إلا الذي بدعا !!
2 – صورتان لا تجتمعان حتى تشكيليا…!!:
يعني لا أريد أن أجرجرك إلى يتم المسكينة المطعون بشرفها رغم عفتها وأنفتها…!! أنت – بربّك -ألا توافقني الرأي حين أقول ؟ إنّ شاعر هذه الأبيات الرجولية العفيفة الحكيمة الرائعة :ولقد عَلِمْـــــتِ بأنَّني رَجُـــــلٌفي الصالحاتِ أروحُ أو أغْدوابَرْدٌ على الأدْنى ومَرحَمَــــــةٌوعلى المكـــارِهِ باسِــلٌ جَلْــدُمَنَعَ المطامـــعَ أن تُثَلِّمَنـــــيأنِّي لِمِعْوَلِــها صَــــفَاً صَــــلْدُفأظـــلُّ حُـــرّاً مــن مَذَلَّتِهـــــاوالحُـرُّ حيـــن يُطيعُــهـــا عَبْـدُآلَيْـــــتُ أمـــدحُ مُقْرِفأً أبـــــــداًيَبْقـــى المديـــحُ ويَنْفَـــدُ الرِّفْـدُهيهـــات يأبـى ذاك لـي سَـــلَفٌخَمَدوا ولـــم يَخْمَدْ لـــهم مَجْــدُفالجَـــدُّ كِنْــــدَةُ والبَنـــونَ هــــمُفَزَكـــا البَــنونَ وأنْجَــــبَ الجَـــدُّفلَئِـــنْ قَفَـــــوْتُ جميــــلَ فِعْلِهِــــمُبِذَميــــمِ فِعْلــــي إنّنــــي وَغْــــــــدُ
لا يمكن – بأي حالٍ سكران، تعبان، بطران…!! – أن يضع هذين البيتين الفاحشين حتى العهر الساقط الرذيل:
ولها هـنٌ رابٌ مجستــــــه
وعر المسالك حشوه وقـدُ
فإذا طعنت طعنت في لبـدٍ
وإذا نزعـت يكـاد ينســــد
النقد – لعنه الله – تجبرني لذته أن أعرّي العارين تماما من شرف الكلمة، والاحترام الآدمي ، ولو أن شرف النفاق والرياء لأعرى وأسقط وأرذل…!!، ولعلك تعلم:( هن) من الأسماء الستة، حذفت لندرة استعمالها على ذمة فحشها وعيبها، فقيل الأسماء الخمسة، جزماً لم أضم هذين البيتين للقصيدة، وحاولت جاهداً أن أختار أقرب االنصوص صحة لجمالية الفريدة الخالدة في لغة العرب…!! القصيدة اشتهرت منذ العصر العباسي الأول، لذلك نسبت لأبي الشيص والعكوك العباسيين، وهذا عصر يضم كثيراً من الشعراء المتهتكيكن الخبثاء، وهي أيضاً نسبت لأبي نواس، والشعراء – في خلواتهم – مزاحهم ثقيل، وعبثهم متهتك لعين، لابد أنهم وضعوها على مشرحة فسقهم، ونالوا منها ما شاءوا، أو من بعدُ شعراء أواخر القرن الرابع الهجري، لعبوا بها ما لعبوا – سيأتي الحديث – لأن البيتين السابقين الفاجرين، لا يقولهما إلا شاعر شاعر، ولله في خلقه شؤون، وعليهم عيون…!!
نعم القصيدة ملئت الدنيا، وشغلت الناس، رائعة، بل من أروع الشعر العربي عشقاً ورقّة ووصفاً وحكمة وبلاغة وإحساسا، وقد تنازع عليها أربعون شاعر، كل يدّعيها لنفسه، بعضهم من الشعراء المشهورين، وبعضهم من الشعراء المغمورين، ولكن رست الحال على دوقلة المنبجي، ولم تنسب إليه قصيدة أخرى، مَنْ هذا الدوقلة المنبجي ؟!!
3 – دوقلة المنبجي:
هو الحسين بن محمد المنبجي، نسبة لـ منبج التهامية بجزيرة العرب، لم يذكر لنا التاريخ سنة ولادته، ولا تاريخ وفاته، ولكن نستطيع أن نجتهد أنه أول المنبجيين من الشعراء المشهورين في تاريخ الأدب العربي أي سبق البحتري ولادة بجيل، فهو بزغ في عصر المأمون، وربما مات في عصره، والبحتري جاء من بعده عاش ما بين ( 206 – 284 هـ / 820 – 897م)، وبزغ في عصر المتوكل الذي تسنم عرش الخلافة بعد عمّه المأمون بخلفتين، أبيه المعتصم، وأخيه الواثق، أما أبو فراس الحمداني ( 320 – 357 هـ / 932 – 968 م)، فمتأخر عليهما بنيف وقرن من الزمان، ومعاصرنا عمر أبو ريشة، ذاك اليوم مات…!!، عاش بين ( 1910 – 1990م ).
جاءت ترجمة شاعرنا التي تنسب إليه هذه الدعدية قصيرة في (تراجم شعراء الموسوعة الشعرية) وفي الكتاب ( دواوين الشعر العربي على مر العصور)، وفي كتاب ( فهرس شعراء الموسوعة الشعرية)، شاعر مغمور، تنسب إليه القصيدة المشهورة باليتيمة، ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة، وشذ الآلوسي في بلوغ الأرب فجعلها من الشعر الجاهلي، وتابعه جرجي زيدان في مجلة الهلال (14-174)، وخلاصة القول أن القصيدة كانت معروفة منذ القرن الثالث الهجري عند علماء الشعر، وأول من ذهب أنها لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ “
4 – القصيدة من البحر الكامل، عروضها حذاء ( فَعِلُنْ)، وضربها أحذ مضمر ( فَعْلُنْ):
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ فَعِلُنْ
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ فَعْلُنْ
القافية: متواترة.
5 – تعقيب: عودٌ على بدء:
شاعر اليتيمة الدعدية رسّام ناطق من طراز رفيع يصل للمعجزة الإلهامية، كأنما يضع حبيبته أمام ناظريك عارية بشحمها و ولحمها، وتقول سبحان الخالق المبدع، ما كان يعوزها إلا الشعراء الشعراء الخبثاء ليكملوا ويتمموا بالبيتين المجرمين…!! ومع هذا لم تخلُ من رقة ولا أعذب، وسلاسة ولا أجزل، وحكمة ولا أعقل… قصيدة متكاملة من جميع جوانبها
ولمّا نسبت القصيدة: و لكن الذي ثبتها لدوقلة، شيخ الكوفيين في النحو العربي ثعلب، وهو أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار، عاش بين (200-291هـ/816-904م)، رجل ثقة كبير، له حافظة قوية، وأسلوب في الخطابة، لا يضاهيه أحد فيها حتى أبو العباس المبرد شيخ البصريين.
مما سبق نستطيع أن نطمئن أن القصيدة ولدت أيّام صدر العصر العباسي الأول، لأنها نسبت لشعراء معروفين ومشهورين من ذلك العصر، وثبتت في دواوينهم، ونخص أبا شيص والعكوك، لذا من المحال أ مثل هذه القصيدة الرائعة تعبرعلى أمثال ابن سلام الجمحي، والأصمعي، وخلف الأحمر…. ثم أن أسلوب القصيدة ليس بإسلوب الشعر الجاهلي، ولا تسير على نهجه، وليست من أغراضه، القصيدة الغزلية الكاملة، وبهذه الإباحية، والوصف الدقيق لمفاتن المرأة، بزغت في العصر الأموي، وعلى يد الشاعر الشهير عمر بن أبي ربيعة (ولد 644 م / 23 هـ – توفي 711م / 93 هـ). لذلك أنا في شكٍّ كبير ممن ينسبها لذي الرمة، ولا أذهب مع الشيخ الآلوسي، ولا مع جرجي زيدانه، وهلاله في جاهليتها ، وإنما القصيدة عباسية، ولدت في العصر الذهبي ما بين هارونه ومأمونه…!!
6 – هل هو انتحارٌ أم أسطورة للخيال الشعبي… متأثراً بعصر ألف ليلة وليلة ؟!!:
هل هو انتحار، صيّره الضمير الشعبي لأسطورة، أم ماذا ؟ اقرأ معي البيتين الآخيرين من القصيدة:
59 – ياليــــــتَ شِـــــــعْري، بعـــــــد ذلكمُ
ومَحـــــالُ كــــلِّ مُعَمَّــــــرٍ لَحْــــدُ
60 – أصَريــــعَ كَلْــــمٍ أم صَريـــــعَ ضَنـــىً
أرْدى؟ فليــــسَ مــــنَ الرّدى بُـــدُّ
هذا انتحار برسم البيتين ؟ فهل كان معمراً كهلاً – وهذا ما أرتأيه – عند نظم القصيدة؟
ويبدو لي جلياً قد هُدّد بالقتل، إن تمادى بالعشق والهيام، واختار الموت، وقال مع نفسه، ما ردد سعد بن معاذ ذات يوم في غزوة الأحزاب…!!:
لبّث قليلا يلحق الهيجا حملْ
لابأس بالموت إذا الموت نزلْ
وللقصيدة الشهيرة قصة ممتعة ما بعدها إمتاع، ولا مؤانسة، ربّما نسجها الخيال الشعبي، أو رتبها أحد الرواة، لينشر بضاعته بين الحفاة… لتغدو إحدى الأسطورات الباقيات!!.
قصص ألف ليلة وليلة الشهيرة كتبت بمهارة فائقة في منتصف القرن الرابع الهجري – أي بعد موت المتنبي بعقد أو عقدين – سنوات أبي حيان التوحيدي والوزيرين ابن العميد والصاحب بن عباد والسلاطين البويهيين، وكان هذا أبو الحيان قد ألف كتابه (الإمتاع والمؤانسة) وهو من الكتب الجامعة وإن غلب عليه الطابع الأدبي، تقول الموسوعة الحرة عنه “هو ثمرة لمسامرات سبع وثلاثين ليلة نادم فيها الوزير أبا عبد الله العارض. كتبها لصديقه أبي الوفاء المهندس، تقلب فيها الكلام وتنوع من أدب إلى فلسفة إلى شعر إلى مجون إلى فلك إلى حيوان إلى مشاءت ثقافة تلك العصرأن تأخذنا فهو أشبه بموسوعة غير مرتبة ودائرة معارف لا نظام فيها “، وهذا طابع ألف ليلة وليلة، ولا ننسى في هذا العصر بزغ نور أدب المقامات على يد بديع الزمان الهمذاني، وتلميذه أبي محمد القاسم الحريري، وهذا الأدب أيضا جمع بين النثر والشعر، والشخصيات الوهمية…
أقول: وهذه القصيدة (اليتيمة الدعدية)، قد مرّت بهذا العصر الذي امتزجت فيه الأساطير الشعبية بأدب الفصحى نثراً وشعراً، لاريب أنهم وضعوها على دكّة التشريح، وعبثوا بها كأسلافهم شعراء صدر العصر العباسي الأول، وقدموها في مجالس أنس وإمتاع وزرائهم، لعلهم يتذكرون…!!
أنقل إليك إحدى الرويات، واحسبها عليّ من قصص ألف ليلة وليلة، وإن أبيت، توقعها واقعاً، ولِم لا ؟ والليالي يلدن كلّ عجيب..!!
تقول الروايات: إنه كان لأحد أمراء نجد في العصور القديمة ابنة فائقة الجمال والذكاء مبدعة في الشعر اسمها (دعد) تهافت عليها الخطاب وهي ترفض وتشترط في من يتزوجها أن يصفها بقصيدة تخلدها وتكون أجمل من شعرها….سار ذكر الأميرة دعد في الآفاق وطار وتسابق الشعراء في وصفها رغبة في الحظوة والزواج، ولكنها – لذكائها وثقافتها – تنتقد قصائدهم واحداً بعد واحد وتُظهر مافيها من المثالب…وسمع (دوقلة المنبجي وهو شاعر مجهول)… بالقصة والشرط، وكان قد رأى هذه الأميرة الجميلة فأبدع قصيدته الشهيرة، وسار اليها يريد أن ينشدها بين يديها، وفي الطريق الصحراوي صاحبه أعرابي وسامره وسأله عن سبب سفره فذكره له وأسمعه القصيدة فطرب لها الأعرابي وطلب إعادتها مراراً ودوقلة مسرور من إعجاب الأعرابي بشعره، حتى حفظ الأعرابي القصيدة كاملة، فقتل دوقلة غيلة وهو نائم وحثّ الخطى إلى الأميرة دعد وأنشد بين يديها القصيدة فطربت لها طرباً شديداً، وطلبت من الأعرابي أن يزيد فيها بيتاً – كي تختبره – فعجز وأصابه العي، وحاورته فأحست أنه كاذب وقاتل، فقالت لحراسها: اقتلوه فإنه قتل مبدع القصيدة وسرقها ولو كان قائل القصيدة حياً لتزوجته فوراً.. فسألها والدها: وكيف عرفتِ أنه سرق القصيدة، فقالت: لأنه يقول::
إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني ****أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
عن ديوان العرب – كريم مرزة الأسدي