العنف الممارس ضد الأطفال. هل نحن المسؤولين عنه أم المجتمع بكامله. وهنا نموذج لمأساة طفل أقضت مضاجعنا وأبكت كثر.
بعد نحو 30 يوما من الجريمة.. تحدثت قاتلة أحمد الغامدي “طفل الطائف” إلى “الوطن” كاشفة تفاصيل جديدة، عن الجريمة التي شغلت السعوديين بغموضها وشناعتها؛ إذ أن القاتلة ألقت أحمد (4 أعوام) في عمارة مهجورة ليلفظ آخر أنفاسه هناك، بعد أن ضربته بـ”خيزرانة” في مناطق حساسة من جسده ورطمته بالأرض.
وفي السجن العام بمحافظة الطائف، تجلس “غ. الغامدي” لا تفارق يدها مسبحة طويلة.
وحين رأت “الوطن” في السجن بدت وكأنها تريد أن تقول شيئا. بكت وترحمت واشتكت ثم حملت أسرتها وزوجها مسؤولية الجريمة. ومن الكلمة الأولى أبدت الغامدي حبها لضحيتها وندمها الشديد على ما آل إليه أحمد على يديها، لكنها سرعان ما تحولت إلى موقف مناقض وهي تهزأ به وتصفه بـ”كأنه ولد بإعاقة”، لتعود أخيرا وتنخرط في نوبة بكاء وتؤكد أنها تحبه ولم تكن تريد قتله. وعزت الدافع الأساسي في جريمتها إلى ضرب زوجها لها وتعنيفه المتواصل.
أما عن سيناريو قتلها لأحمد فتحدثت عن كيف أخرجته من بيته، ومحاولاتها نقله إلى مستشفى، وصولا إلى تركه في عمارة مهجورة وتغطية قدميه بأكياس النفايات “حتى لا تأكلها الكلاب”.
بين نزيلات السجن العام بمحافظة الطائف، تجلس سيدة لا تفارق يدها مسبحة طويلة، ترتسم على وجهها ابتسامة باردة، يميزها الهدوء والرزانة، تتلفت يمينا وشمالا تتابع أحاديث النزيلات، وترقب معهن كل قادمة جديدة للسجن ولسان حالهن يقول هل هي موظفة جديدة أم سجينة كتبت عليها الأقدار أن تأتي إلى هنا كما كتبت علينا من قبل.
اسمها: “غ. الغامدي”. زمن الإقامة في العنبر لم يتعد أياما معدودة، فهي حديثة العهد بالسجن بعدما شغلت المجتمع لعدة أسابيع بجريمتها الشنعاء. إنها قاتلة الطفل أحمد الغامدي “طفل الطائف” وزوجة أبيه. وحين رأت “الوطن” في جولة داخل عنابر السجن بغية الاطلاع على الأنشطة التي تمارسها السجينات والاستماع إليهن، بدت وكأنها تريد أن تقول شيئا ما. وبمجرد التوجه إليها انطلقت في الحديث عن تفاصيل الجريمة التي ارتكبتها في حق ابن زوجها، وهي القضية التي شغلت الطائف، منتقلة من قصة إلى أخرى دون تركيز. تبكي برهة وتعود لتكمل بأنها تحمل أسرتها وزوجها مسؤولية ما حدث.
وحين تكلمت عن ضحيتها أحمد أظهرت للوهلة الأولى حبها له وندمها الشديد على ما آل إليه على يديها، لكنها سرعان ما تحولت إلى موقف مناقض وهي تهزأ به وتصفه بـ”كأنه ولد بإعاقة”، لتعود أخيرا وتنخرط في نوبة بكاء وتؤكد أنها تحبه ولم تكن تريد قتله وإن ما حدث ربما يكون من دون قصد منها. وقتها، كان لا بد أن تستحضر الغامدي حكايتها وهي تؤكد أن أحدا لم يسمعها منها، وأن استيعابها سيفسر أسباب قتلها لطفل زوجها. فلم يكن والد أحمد هو أول زوج لها، بل أشارت إلى زواجها من آخر قبل سنوات وأنجبت منه طفلة اسمتها لبنى. وسريعا ما انفصلا “بسبب المشاكل التي كان يفتعلها معها أهل زوجها السابق” كما تقول، لتعود إلى أسرتها تجر خيبة الأمل تاركة طفلتها خلفها.
واستطردت قاتلة أحمد: ولأن الطلاق يعتبر جريمة بحق الفتاة لدى أهلي في قريتهم، تقدم لخطبتي أبو أحمد منذ أربع سنوات، ومورست علي ضغوط من قبل أسرتي لأتزوجه حتى أسكت الألسن، فوافقت وبدأت أرسم آمالا وأعلق أماني على الزوج الجديد.
وأشارت إلى أنها حين عرفت أنه مطلق ولديه أطفال حدثتها نفسها بأن تجلب ابنتها “لبنى” من طليقها السابق لتعيش معها ومع زوجها الجديد وأولاده من طليقته السابقة، لكنها انتبهت إلى أنها لن تطيق العيش مع أطفاله، قائلة “أنا أعرف نفسي وموقفي مسبقا”، لذا بدأت محاولتها مبكرا في إقناع زوجها الجديد بإعادة أطفاله إلى أمهم.
العذاب مبكرا
وتحقق ما كانت تخاف منه “غ. الغامدي” فهي لم تطق العيش مع أحمد وريتاج منذ الساعات الأولى لها معهما، وتقول: الأمر كان معاناة، حيث عانيت الأمرين من الطفلين إذ كانا لا يهدآن مطلقا، خاصة ريتاج التي لم تكن تهدأ أبدا وتكذب دائما وتفتري علي.
ولعل أول إشارات حقدها عليهما بدأت حين اشتكت ريتاج منها وهي في الروضة، وقالت: إنها تعرضت للضرب من زوجة والدها الجديدة على فمها مما تسبب في إحداث جرح وشق في شفتها، وأنها لا تعطيها الوجبة التي تحبها “كورن فليكس” لتتدخل جمعية حقوق الإنسان وقتها في الموضوع.وتقول قاتلة أحمد: بعد هذه الحادثة بدأت أشعر بنوع من الحقد تجاه الطفلة الصغيرة، وكنت أريدها أن تخرج من بيتي بأي شكل كان، حتى أن جدهما لأبيهما كان يحرص على أن يأخذهما من وقت إلى آخر، وكنت أفضل دائما أن يأخذ ريتاج لأنها كثيرا ما كانت تسألني عن أمها وأين هي؟ ومتى تعود؟ وكنت أتمنى أن تتصل بي أمها لكي أقنعها بأخذ طفليها، ولكن ذلك لم يحدث.وعن أحمد تقول: وقتها كنت أحبه، ولم أكن أتحمل غيابه عني حين يأخذه جده، لقد تعلقت به كثيرا. إلا أنها سرعان ما عادت لتمحو ما قالته للتو بكلام آخر، فهزأت به وبشكله، لتتحول بعدها إلى البكاء وتؤكد: كنت أحبه، ولم أكن أريد قتله وما حدث لم أقصده.
عنف مركب
تأوهت الغامدي، كانت تخفي أمرا طوال الدقائق الأولى في حديثها مع “الوطن”، وسرعان ما باحت به معتقدة أنه تبرير لموقفها وأنه كان شرارة النار التي أتت على كل شيء “أحمد وأمه وهي وزوجها وأطفالهما”.فقالت “كان أبوأحمد عنيفا معي، كان يهملني ولا يسمح لي بالخروج من المنزل إلا عند مرضي أو زيارتي لأهلي”. لم يكن يعلم بما يدور بينها وبين أطفاله، وكان شغله الشاغل ـ على حد قولها ـ المكوث لساعات طويلة أمام جهاز “لاب توب” الذي لم يكن يرفع عينيه من متابعته مطلقا. ولفتت هنا إلى أنه حتى في يوم قتلها لابنه لم يحس بها وبقلقها وذهابها ورجوعها أمامه. وأضافت بضجر “كان يضربني ويرفع صوته علي حين أطلب منه أن ينتبه لي ولطفليه ويحترمني أمامهما، لكنه لم يكن يعير كلامي أي اهتمام”.كبر خوف قاتلة أحمد من زوجها الجديد مع الأيام، واعترفت بأنها أثناء حملها بطفلها “ثامر” الذي ولدته قبل مقتل أحمد بشهرين، كان يعتدي عليها بالضرب، ويحاول خنقها بيديه. و”حين كنت أهاتف والدي وأسرتي يقولون لي الصبر والاحتساب هو الأهم، ولا تذكري الطلاق لأنك طّلقت من قبل”. وأضافت: أنها حدثت زوجها بأنه ينبغي أن يعيد طفليه إلى زوجته السابقة، لكنه كان يرفض مطلقا الحديث في ذلك الأمر، ويخبرها بأن والدتهما لا تريدهما مطلقا.
الانفجار
كانت قاتلة أحمد تسلك طريقها مع الأيام نحو جريمتها وهي تعترف أخيرا بالضغوط التي منعتها من التفكير فيما أقدمت عليه.
تقول بندم “بدأت الضغوط تحاصرني من هنا وهناك، وكان زوجي يهددني كثيرا بأنه سيفعل بي مثلما فعل بزوجته الأولى”.وأضافت “ومن أنواع التهديد الذي كان يذكره لي أنه سيخرجني يوما إلى الشارع دون العباءة لأكون “فرجة” لمن هم في الشارع، وكان ولده أحمد ـ رحمه الله ـ يبكي علي من كثرة ضربه لي وحتى الخادمة تخاف منه”.وعن جريمتها بقتل أحمد والتخطيط لها، تقول “غ. الغامدي” عن سيناريو قتلها له: إنه بدأ يومها بشكل مفاجئ: تبول عليها وانفعلت بشدة فرمته بكل قوة على الأرض، ثم سبته وشتمته ونكلت به وضربته. إلا أنها عادت لتوضح موقفها وأنها لم تكن تتوقع أن رميها له بهذه القوة سيقود إلى هلاكه، مشيرة إلى أنه كان يقع دائما على رأسه أثناء لعبه ولم يكن يحدث له شيء.وتقول “بعدما رميته لاحظت أنه بدأ يتشنج، حاولت تهدئته قدر المستطاع، حيث كان والده موجودا أمام جهاز اللاب توب، لكن لا فائدة”.تستطرد “قرأت عليه وأطعمته ولكنه لم يكن يستطيع أن يأكل ولم يلاحظ والده ما حدث مطلقا، وسريعا بدأ الخوف يدب في جسدي، كيف لو علم والده بما حدث له، فبدأت في تغيير ملابسه وطلبت من الخادمة ألا تدخل إليه بل تتركه لينام”.
وواصلت الغامدي سرد القصة “بدأت أفكر كيف وماذا أفعل فيما لو مات، ثم خرجت بأحمد من المنزل في وقت متأخر جدا وهو يعاني من الألم، وكنت أتحسس أنفاسه بين لحظة وأخرى وأجده على قيد الحياة، وبدأت أبحث في الشارع عمن يقلني إلى مستشفى الهدا، وفعلا ركبت سيارة نقل صغيرة وأحمد على كتفي ولا يزال على قيد الحياة”.وتواصل قاتلة أحمد سردها لسيناريو الساعات الأخيرة في حياة ضحيتها “طلبت من صاحب السيارة أن يقلني إلى مستشفى الهدا لكنه أخبرني بأنه لا يعرف الطريق، حينها أخذ الشيطان يزين لي عملي بأن أرمي الطفل في أي مكان وأتخلص منه”.وقتها لاحظت القاتلة المرتبكة دوريات أمنية في الليل فازداد خوفها وقلقها من الدخول لأي مستوصف قريب، فانطلقت تسير على قدميها والطفل على كتفها لا يزال حيا. ثم دخلت به العمارة المهجورة ووضعته في الدور الأرضي بعد أن أخافها المنظر ومنعها من الصعود به إلى الأدوار العليا.وتصف الغامدي المشهد الذي مثلته لوحدها “أخذت كيسا أسود مخصصا للنفايات وغطيت به أقدام أحمد حتى لا تأكله القطط والكلاب بعد أن يموت أو تلعب بجثمانه، كان لا يزال حيا ويتنفس وينظر لي بالكاد من شدة ألمه، فقبلته وطلبت منه أن يسامحني وأخبرته بأن أمه ستأتيه بعد قليل، وغادرت المكان مسرعة والخوف ينهش قلبي”.
خوف آخر
عادت قاتلة أحمد إلى المنزل عند الساعة الواحدة إلا ربع ليلا. كان تفكيرها مشغولا بماذا ستواجه والده غدا حين يسأل عن ابنه. وتقول “اضطررت أن اختلق حادثة خطفه خاصة أن الخادمة هي من اكتشفت عدم وجوده، وكنت أحاول أن أخبر زوجي بأنه ضاع أو تم اختطافه”.وأشارت إلى أنه طوال الأيام التسعة بعد مقتل أحمد، كان زوجها يردد بأنه يشعر بأنها تخفي عنه أمرا ما ويطلب منها أن تخبره ولا تخاف وتقول “كنت أتردد وأموت من الخوف في اليوم أكثر من مرة، وأخبرته بأني خرجت ليلا وتجولت في العمارة حتى اكتشف هل هناك زوجة ثانية لك أم لا؟ حتى يهدأ ولا يعود إلى سؤالي، وأيضا بدأت أحس بالانهيار الداخلي خاصة حينما بدأت “ريتاج وروز” تسألانني عن أحمد إضافة إلى أنني كنت أسمع صوته في أركان المنزل”.أمنية أخيرة تمنتها الغامدي وهي تتحدث عن قصتها وموقفها الذي أعلنته أخيرا من قتل طفل زوجها، حيث قالت: أتمنى أن ينظر لي المجتمع نظرة رحمة وليس كامرأة قاتلة. وبعد شرحها تفاصيل الحكاية عادت لتؤكد أنها “لم تظلم أحدا بل كانت ضحية”، مشيرة إلى أنها كانت تعاني بعد جريمتها من نظرة كل من يتعامل معها وكأنها “إرهابية”. أخيرا طلبت التعاطف مع قصتها لأنها كما تقول “أم لطفل يبلغ عمره شهرين”.
عن الوطن.21 شعبان 1432 هـ الطائف: نورة الثقفي
………………………………………………………………………………………………………………….
وثّقت والدة الطفل أحمد الغامدي «أمل البارقي» تنازلها رسميا في المحكمة الكبرى بالطائف عن قاتلة ابنها، والزوجة الثانية لطليقها. ويأتي تنازل السيدة أمل البارقي بعد عدة محاولات بذلها أهل الخير، حيث تم إقناعها بالتنازل لوجه الله بحسب ما جاء في إقرار التنازل. جدير بالذكر ان الطفل المغدور أحمد الغامدي قتل على يد زوجة والده الثانية، حيث أقدمت على ضربه بعصا غليظة على رأسه في حمام المنزل، وقامت بنقله الى عمارة مهجورة بحي معشي، وأخفت الجثة مدة 10 أيام وادعت ان أحمد اختفى من المنزل، قبل ان يتم الكشف لاحقا عن ملابسات القضية وثبوت تورط الزوجة في قتله.
وهذا تعليق بجريدة الأنباء. والله أعلم بالحقائق
ناهد احمد. الجمعة 2011/10/21 عند 04:13 ص
السالفة الحقيقية ان الاب المجرم هدد الام بحرمانه من بنتها الوحيدة اذا ما تنازلت عن دم ولدها والقاتلة للأسف هي ضحية أهلها وزوجها المهمل المجرم الحقيقي الزوج لازم هو يتعاقب بعد
……………………………………………………………………………………………………..
في نسبة صادمة.. “القراش”: 45 % من أطفال المملكة يتعرضون للعنف.. و”سبق” تفتح الملف 74 % عنفاً من الوالدين و14% من الإخوة والمعلمين والعمالة المنزلية و12% من مجهول
ظهرت في الآونة الأخيرة بين أوساط المجتمع السعودي ظاهرة العنف ضد الأطفال، وهي ظاهرة خطيرة تخالف القيم الدينية والإنسانية، خاصة إذا كان العنف صادراً من الأب أو الأم تجاه أطفالهما، وتكمن خطورة تلك الظاهرة في الآثار النفسية والبدنية على الأطفال، والتي تظهر في سلوكياتهم وأخلاقياتهم، فيتحولون إلى مُعنَّفين ومرضى نفسياً.
عضو برنامج الأمان الأسري الوطني والباحث الاجتماعي عبدالرحمن القراش، قال لـ”سبق”: “بحسب التصنيفات الدولية المعتمدة، فإنّ الطفل وفق ما هو متعارف عليه هو “كل إنسان لم يبلغ سن الثامنة عشرة”، له حقوق كفلتها كل الشرائع والقوانين، لا يحق لأحد انتهاكها، ولكن للأسف هناك من يصمّ أذنيه عن ذلك، فأصبح العنف الجسدي الظاهرة الأكثر وضوحاً في مجتمعنا، حيث أخذ الشكل التأديبي في معظم الأوقات، فلم نعد نستغرب رؤية بعض الآباء يضربون أبناءهم في الأماكن العامة أو أمام الأقارب أو الجيران تحت بند التهذيب، ثم دخلت التقنية الحديثة في توثيق تلك الممارسات وتناقلها؛ مما جعل حياة الناس الخاصة لم تعد مُلكاً لهم”.
ومن أنواع العنف المنتشرة اجتماعياً الضرب بأنواعه، وممارسة الضغط النفسي، والاعتداء اللفظي بالسب والشتم، وكذلك الاعتداءات الجنسية وحبس الحرية، والحرمان من الحاجات الأساسية التي تسهم في حياة كريمة للطفل، وكذلك تصوير الطفل في مواقف سيئة.
وقال “القراش”: “ووفقاً لإحصائية صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، فإنَّ 45% من إجمالي أطفال المملكة يتعرضون للعنف، الأمر الذي يعني أنَّ نصف أطفال المملكة تقريباً يتعرّضون لأنواع مختلفة من العنف، وهي نسبة كبيرة جداً ومخيفة، حيث يشكل الوالدان منها النسبة الأكبر من المُعنِّفين للأطفال، بنسبة 74%، فيما يُشكِّل عنف الإخوة والمعلمين والعمالة المنزلية والمُعنِّفين الغرباء ما نسبته 14%، في حين بلغت نسبة المُعنِّفين المجهولين 12%”.
وأوضح “القراش” أن برنامج الأمان الأسري الوطني تلقى 2000 حالة عنف من عام 2009م حتى عام 2016م، أحيلت إلى الجهات المعنية لمتابعتها، حيث كان العنف الجسدي 31% والعنف النفسي 25.2%، و27.5% باقي أنواع العنف”.
وعن الأسباب التي تؤدي للعنف قال “القراش”: “أسباب تتعلق بالأب مثل الوقوع تحت تأثير الغضب الدائم الناجم عن ضغوط العمل أو الديون المثقلة كاهله، تعرضه للإهانة من زوجته أمام أبنائه، النشأة في بيئة عنيفة، إضافة إلى الأمراض النفسية والإدمان على المخدرات”.
ومن جانب الأم، أوضح “القراش” أن بعض النساء يصبن بحالة من الكآبة والضيق أثناء أوقات معينة في الشهر؛ بسبب الطمث تؤثر على الحالة العقلية والنفسية والفكرية لديهن، فتمارس العنف على أطفالها، إضافة إلى الإهانة المستمرة من قبل الزوج، فتعكس ذلك على أبنائها، النشأة في بيئة عنيفة، وأيضاً الأمراض النفسية”.
وأكد “القراش” أن “الآثار السلبية المتوقعة من العنف ضد الأطفال تكون بشكل كبير على شخصية الطفل المستقبلية، من خلال ضعف الثقة بالنفس، وضعف تحصيله وإنجازاته، فالطفل الذي لم تُـنـمّ لديه الثقة في نفسه وقدراته سيخاف من المبادرة في القيام بأي عمل أو إنجاز، كما يخاف الفشل ويخاف التأنيب، لذا نراه متردداً في القيام بأي عمل، وهذا الخوف المكتسب نتيجة العبء الثقيل الذي يتركه الوالدان على عاتقه”.
وأضاف: “كما أن التنافس الاجتماعي ما بين أفراد الأسرة الواحدة، والشعور بالإحباط الناشئ عن التهديد واستخدام كلمات التحقير والاستهزاء بقدرات الطفل، وعدم إشباع الحاجات الفسيولوجية للطفل، تؤثر على سلوكه وتنتج العدوانية والقلق والتوتر الدائم للطفل فتكبر معه، ناهيك عما يخلق من الطفل شخصية انطوائية بسبب الحرج من المقاطع التي تنتشر عنه أثناء تعنيفه؛ لأن الناس لا تنسى، فربما يخلق ذلك من الطفل شخصية غير مكترثة بخصوصية الآخرين، حيث تعـلّم من والديه ذلك قبلاً، ويخلق من الطفل شخصية منتقمة من المجتمع؛ بسبب تندرهم به أو شعوره بالدونية”.
وأردف أنه “كما يخلق من الطفل شخصية تبحث عن الشهرة والغرور دون نتاج فكري أو أخلاقي، كما يجعله يفتقر لـلأمان الأسري خصوصاً في الوالدين أو مع إخوته الكبار؛ لأنه افتقر للقدوة الذي يحترم الآخرين داخل الأسرة وخارجها، فيقوده لفقدان الصدق في التعامل ويشعره بالخوف من أي تصرف يقوم به يمكن أن يعاقب عليه، فيتم توثيقه للتاريخ”.
وطالب “القراش” كل أب وأم أن يدركا أن تربية الأطفال تكون لصالح زمن الأبناء، وليس لصالح زمن الآباء، فلكل عصر متغيراته ومتطلباته، لذلك من المهم الالتحاق بالبرامج التدريبية وحضور الندوات التثقيفية المساعدة في فهم نفسية الأبناء، وكيفية التعامل مع كل مرحلة من مراحل حياتهم، والابتعاد قدر الإمكان عن معاقبة الأبناء أثناء حدوث المشاكل بين الزوجين، ومحاولة حلها في جو هادئ حتى لا ينعكس الأمر سلباً عليهم.
عبد الله السالم- الدمام- 7 صفر 1441