الشاعر الكبير.بدوي الجبل.أهدى ديوانه للملك فيصل بن عبد العزيز ويصدر في سوريا بعد حذف الإهداء. يرحم الله فيصل
بعدما كانت الطبعة الأولى لديوان الشاعر السوري محمد سليمان الأحمد (1903-1981) والمعروف بلقب “بدوي الجبل” والتي صدرت عام 1978 في بيروت عن دار العودة، قد صدرت بإهداء من الشاعر للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، فقد أعيدت طباعة ديوان الشاعر، في سوريا، بتوجيهات من الأسد، إنما بحذف الإهداء الذي كان خطه بيده لـ”الملك الشهيد” كما ورد في نص الإهداء، والاستعاضة عنه بشكر للأسد ثم تخيُّل أن البدوي “لو كان حياً” لكان أهداه لجيشه، كما ورد في تصدير طبعة الأسد لديوان بدوي الجبل.
وكانت الطبعة الأولى من ديوان الشاعر بدوي الجبل، قد صدرت عن دار العودة في بيروت سنة 1978، وحملت إهداء الشاعر للملك السعودي، بالصيغة التالية: “إلى الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود، لقد حرمك استشهادك أن تصلي في المسجد الأقصى، ولكن استشهادك سيكتب في لوح القدر أن يصلي المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في المسجد الأقصى، وستكون ذكراك وأحزانك وإيمانك النغمة السمحة الساجية عندما يؤذن المؤذن فيه: ألله أكبر. ألله أكبر. وعندما يتابع المؤذن: وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله”. بدوي الجبل.
هكذا كان الإهداء المطبوع على الطبعة الأولى من ديوان “بدوي الجبل” عام 1978 في بيروت. إلا أن نظام الأسد قد قام بحذف هذا الإهداء، من الطبعة الجديدة التي صدرت بتوجيهاته في دمشق.
فعوضاً من الإهداء السابق والذي نشر وصدر بحياة الشاعر، سنجد مقدمة موقّعة باسم “آل بدوي الجبل” تقول: “إننا إذ نضع ديوان الشاعر العربي الكبير بدوي الجبل بين أيدي قراء العربية: نتوجه بالشكر الجزيل للسيد الرئيس بشار الأسد الذي تفضل فوجه وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية بإعادة طباعة هذا الديوان”. وكذلك فعل وزير الثقافة السابق بشكر الأسد على إعادة طباعة الديوان، علماً أن الوزير الذي خلفه في منصبه، الآن، هو حفيد بدوي الجبل نفسه: محمد الأحمد!
ثم يستبدل الإهداء القديم الأصلي، بهذا الإهداء الموقّع باسم آل بدوي الجبل، حيث يجزمون فيه، ومن طريق التخيل، بأن بدوي الجبل “لو كان حياً” ثم رأى ما يقوم به جيش الأسد، لما أهدى ديوانه، إلا لهذا الجيش!
يشار إلى أن قيام نظام الأسد بحذف الإهداء الأصلي المطبوع في ديوان بدوي الجبل، فضلاً عن أنه تجاوز للتقاليد الأدبية الراسخة التي تفترض إعادة الإهداء مثلما كان، وفاء للشاعر الذي كان على قيد الحياة وقت صدور ديوانه في طبعته الأولى عام 1978، في بيروت، فهو في الحقيقة تعبير من الأسد عن حجم العداء الذي يكنه للمملكة العربية السعودية، بسبب وقوفها إلى جانب مطالب الشعب السوري التي عبّر عنها بثورته عام 2011 ودعمها للمعارضة السورية التي هتفت بإسقاطه.
عن موقع العربية