الأدب والتاريخ

الأستاذ الأديب والمؤرخ. علي بن سدران الزهراني. انتقد كاتب في معلومات عن منطقة الباحة. يقول بها أخطاء وبعضها مغلوطة

انتقد المؤرخ علي سدران مقالة منشورة في شبكة المعلومات وربما تكون قديمة من خلال موقع إمارة الباحة الإلكتروني والتي تتحدث عن تاريخ منطقة الباحة باختصار شديد ، ولَمَّا كانت معظمها مغلوطة وبعيدة عن الواقع، وأثْبَتُّ حقيقة ما غفله الكاتب ، لا سيما موضوع مقر الإمارة في السابق ومسماها آنذاك والأمر الذي لم يتطرق إليه الكاتب وجعل من الظفير القرية الأولى لمقرها، إلى جانب أخطاء تاريخية وردت في المقال.

قال لـ”أنباء الباحة” المؤرخ علي سدران ” في شبكة المعلومات على موقع (https://www.albaha.gov.sa/ar-sa) وبه مقال بعنوان : (نبذة تاريخية عن منطقة الباحة) ، وحيث أنّ به مجموعة من الأخطاء لبعض فقراته التي تتحدث عن تأسيس الإمارة، وبعض الأمور التي لا تخفى صحتها على أحد، فأحببتُ أنْ أُنَبِّه الكاتب لذلك المقال إلى بعض الأخطاء الواردة فيه عَلَّه يتفضل بتصحيحها.”
واسهب سدران” في الحقيقة فإنّ من يريد أنْ يكتب عن واقعة اجتماعية أو حادثة تاريخية حاضرة أو غابرة ، أو يكتب مقالاً أدبيًا يتطرق فيه إلى معالجة موضوع معين ، فلا بد أنْ يتصف بالمصداقية ويتجرد من الأنانية ، وأن يبتعد كل البعد على ما تختزنه ذاكرته من معلومات لذات الموضوع ، ولو كان من الحفَّاظ ، لأن الذاكرة ربما خانته في أحيان كثيرة ، وسبب كتابة هذه الملاحظات كما قلتُ هو مقال عثرتُ عليه في شبكة المعلومات بعنوان : “نبذة تاريخية عن منطقة الباحة ، ولأنّ المقال جيدٌ في معظمه ، إلاّ أنّ كاتبه هداني الله وإياه لم يَتَثَبّت كثيرًا من بعض معلوماته التي ساقها إلى القرَّاء ، والقولُ إذا أَطْلقه صاحبه من لسانه أو من قلمه، لم يعد يَتحكّم فيه ، فمن الواجب قراءة ما يكتبه الكاتب قبل نشره ، عدة مرات ، والتَّحقق مرات ومرات من صحة مَراجِعِه التي أشار إليها في مقاله ، ولا يمنع -لا سيما- إذا كان المقال ذا أَهَميّة أنْ يعرضه صاحبه على بعض أهل الاختصاص للاستئناس بآرائهم ، فمما جاء في مقال هذا الكاتب قوله عن إمارة منطقة الباحة : “تأسست إمارة منطقة الباحة كمنطقة إدارية في عهد الملك : فيصل بن عبد العزيز ، وكانت الإمارة قبل ذلك تابعة (للظفير وتسمى إمارة الظفير) منذ وقت الملك عبد العزيز، حتى طلب أهل الظفير نقل مقر الإمارة منها ! ”
[COLOR=#c6152e]واضاف سدران” الصحيح إنَّ نواة إمارة منطقة الباحة تأسست في عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ، طيب الله ثراه ، باسم “إمارة زهران” ومقرها : مدينة المندق ، وألحق بها عدة قبائل كانت تابعة لإمارات الطائف ، والقنفذة ، والليث ، وبيشة ، بموجب المرسوم الملكي الصادر برقم : 165 ، وتاريخ : 19/3/1353 ه ، الآتي نَصُّه :
بسم الله الرحمن الرحيم
عدد : 165 ، تاريخ : 19/3/1353
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ، إلى جناب المكرم الابن خالد نائب رئيس مجلس الوكلاء ، سلمه الله تعالى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد أمرنا بفصل القبائل الموضحة في البيان المرفق بأمرنا هذا من إمارات الطائف القنفذة الليث بيشة ، وألحقناها بإمارة زهران التي أمرنا بتشكيلها ، وأبلغنا الإمارات المذكورة بأن هذه القبائل أصبحت تابعة في جميع أمورها لإمارة زهران ، فينبغي اعتماد ذلك وإبلاغ وزارة المالية لتعتمده فيما يتعلق بها من أمور المالية ، ولذا حرر .
الختم الملكي
وكما يتضح فكان مقرها أثناء التأسيس في قرية : (الْمَنْدَق) بزهران ، وليست قرية الظفير ، ثم تبع هذا المرسوم مرسوم آخر يقضي بتعيين تركي بن ماضي، أميرًا لهذه الإمارة الجديدة يقول نَصُّه:
بسم الله الرحمن الرحيم

العدد : 166 في : 19/3/1353
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل . إلى جناب الابن خالد ، نائب رئيس مجلس الوكلاء ، سلمه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فبناء على المصلحة فقد أمرنا بتشكيل إمارة في زهران ، تكون مرجعًا للقبائل التي ألحقناها بها بموجب أمرنا المؤرخ بتاريخ اليوم الثامن عشر من ربيع الأول : 1353ه ، وعَيَّنَّا تركي بن ماضي أميرًا لها ، وأرفقنا لكم طيّه بيانات بالرواتب والمخصصات التي وافقنا على تقريرها ، فينبغي الاعتماد وإشعار وزارة المالية باعتمادها من غرة ربيع الثاني 1353 ه ، وأن تصرف لهم راتب شهر مقدّمًا من صندوق الرواتب ، والله ولي التوفيق
الختم الملكي
وقد أُشْفِع هذا المرسوم الملكي بخطاب وجَّهَهُ نائب رئيس مجلس الوكلاء ، للأمير تركي بن ماضي
برقم : 318 ، وتاريخ : 20/3/1353 ه ، وفيما يلي نَصُّه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الرقم : 318 ، التاريخ : 20/3/1353 . الموضوع : إمارة زهران
حضرة المكرم تركي بن ماضي ، ترون بطيه صورة من المرسوم الملكي رقم : 166 ، وتاريخ : 19/3/1353 ، المتضمن تعيينكم أميرًا لإمارة زهران ، مشفوعًا بصورة الموازنة الشهرية المقررة لإمارتكم وللقاضي ، فلإحاطتكم علمًا به واعتماده ، مع العلم بأننا قد بلغنا وزارة المالية بإنفاذ موجبه ، تحرر .
ختم : نائب رئيس مجلس الوكلاء
وبعد فترة وجيزة صدر الأمر العالي برقم : 183 ، وتاريخ : 22/3/1353 ه ، بنقل مقر إمارة زهران من قرية المندق إلى قرية الظفير ، وصدر أمر رئيس مجلس الوكلاء للأمير تركي بن ماضي ، برقم : 364 ، وتاريخ : 23/3/1353 ه ، باعتماد تنفيذ ذلك ، ونَصُّه كالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الرقم : 364 ، وتاريخ : 22/3/353
حضرة المكرم تركي بن ماضي ، إلحاقًا بما سبق إشعاركم به في شأن إمارة زهران التي جرى تشكيلها أخيرًا ، نخبركم أنه صدر الأمر العالي الملوكي رقم : 183 ، وتاريخ : 22/3/1353 هـ بأنْ تكون قرية الظفير مركزًا لإمارة زهران . فلإحاطتكم بذلك واعتماده ، تحرر .
ختم ، نائب رئيس مجلس الوكلاء
المصدر للمراسيم السابقة : كتاب : وثائق من التاريخ : لمؤلفه الأستاذ : علي بن صالح السَّلُّوك ، رحمه الله ، الصفحات : 385 ، 389 ، 391 ، 393 .

وليس كما قال الكاتب : “وكانت الإمارة قبل ذلك تابعة (للظفير وتسمى إمارة الظفير) .
[/COLOR] وأمَّا سبب وجود الإمارة بادئ ذي بدء بزهران فيقول الشيخ محمد بن أحمد بن خضران الزهراني ، من قرية الْقَرْن التابعة لقبيلة بني حسن ، يحكي عن والده أحمد بن خضران الزهراني ، رحمه الله : ” وفي عام : 1351 هـ ، توجه مع بعض أعيان قبيلة بني حسن إلى الطائف لمقابلة الملك عبد العزيز ابن عبدالرحمن آل سعود، بقصر شُبْرا للسلام والتهنئة بتوحيد المملكة وشكوا له بُعْد إمارة الطائف عن بلاد زهران وما يلاقونه من مشقة أثناء مراجعتهم لها ، لارتباط زهران آنذاك بإمارة الطائف وطلبوا منه تعيين إمارة بزهران، لأن قبيلة غامد في ذلك الوقت كان أغلبها يراجع إمارة بيشة ، فلبَّى رحمه الله ، مطلبهم ، وقال لهم بالحرف الواحد : “سوف أرسل لكم رجلا موثوقا ، وأضع عنده برقيَّة يأتيني الخبر من يومه . وما لبث أنْ أرسل الأمير تركي بن ماضي رحمه الله إلى المندق” . “انظر كتابنا : بطون قبيلة زهران : 210”.
فكان من المفروض أن يتتبع هذا الكاتب بدايات تأسيس الإمارة على مثل هذا النحو ، لأنَّ مثل هذه البدايات لا يمكن إغفالها ، لِما لها من أهمية في معرفة الإرهاصات الأولى لتأسيس إمارة المنطقة ، وسرعة استجابة ولي الأمر لمطالب المواطنين ، وليت الكاتب ذكر للقُرَّاء الكرام ، القبائل التي تألفت منها إمارة منطقة الباحة آنذاك ، ولمن كانت تتبع قبيلة زهران وكذلك قبيلة غامد ، ليعرفوا كيف ومتى تكونت الإمارة وبدايتها، وأسباب نقلها من قرية المندق إلى قرية الظفير بالمسمَّى نفسه ومتى جرى تعديله ؟.
وبخصوص عبارة الكاتب : (وكانت الإمارة قبل ذلك تابعة للظفير). فالأولى أن يقول : “وكانت الإمارة قبل ذلك في قرية المندق ثم نقلت إلى قرية الظفير”. للتسلسل الزمني لبداية تكوين الإمارة كما أشرنا إليه . أمَّا أنْ يطلب أهل الظفير نقل مقر الإمارة منها ، فليته أوضح مَن طلب مِن أهل الظفير ذلك ؟ فلعل لديه مستندًا استند عليه بخلاف ما نعلمه . يُرجى التأكد من الاسم الصحيح لوالد ابن جريد ، حيث ورد في المقال : (عبد الله بن سعد بن جريد) وورد عند الأستاذ : علي السلوك ، في كتابه : “غامد وزهران السكان والمكان ، صفحة : 227 : (عبد الله بن سعيد بن جريد) . يقول الكاتب عن القُرَى التي تتبع مدينة الباحة ومحافظات بالجرشي والمندق وقِلْوَة والْقَرَى :
• (مدينة الباحة وضواحيها غامد وزهران السراة)
• (محافظة بلجرشي وتوابعها : غامد السراة)
• (محافظة المندق وتوابعها : زهران السراة) .
• (محافظة قلوة وتوابعها : زهران تهامة) .
• (محافظة القَرَى وتوابعها : زهران السراة) .
وهذا ليس صحيح فلكل محافظة من المحافظات السابقة حدود إدارية تشرف على قُرَاها المنتشرة داخل تلك الحدود، فليت الكاتب أوضح الْقُرَى التابعة لكل محافظة من تلك المحافظات، أو حَدّدَ القبائل التي قُرَاها تتبع لتلك المحافظات ، وإنْ كان أهالي تلك المحافظات يعلمونها جيدًا، لكن القادم من أبناء المملكة إذا ما أراد زيارة قرية ما من قُرَى تلك المحافظات ، فلا يَعرف مثلا لمن تتبع تلك القرية .اعتبر الكاتب شجرة : “النِّيْم” من النباتات العطرية ، فذكرها مع : الكادي والريحان وغيرهما من المشمومات ، مع أنه لا رائحة لها ، وهي من أشجار السراة لا من النباتات العطرية . يقول الموقع : “مركز الجوة وتقع إلى الجنوب من محافظة المخواة” . والصحيح ان “الْجُوَّة” لا تقع جنوب محافظة الْمَخْوَاه ، بل تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة المخواة .

يقول الكاتب: وهو يتحدث عن المخواة : “وبها سوق أسبوعي يبدأ يوم الثلاثاء ، وينتهي يوم الخميس.”
والصحيح : ذكر السلوك رحمه الله في كتابه “المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران 383 : “وفيها سوق أسبوعية تبدأ من يوم الأربعاء وتنتهي بنهاية يوم الخميس” . فيا تُرَى أين الصواب ؟
ويقول الكاتب : ” مركز جَرْدَاء بني علي وتقع غرب مدينة الباحة” . قلت : المركز المذكور يقع إلى الشمال الغربي من مدينة الباحة .
يقول الكاتب : “ومدينة الباحة أحرقت مرتين المرة الأولى عام 1249 هـ على يد الشريف هزاع” قلت : ليت الكاتب دلنا على المصدر الذي نقل منه هذه المعلومة ، لأن هذا الحريق لم يذكره المنصوري ولا ابن حجر ، أمَّا المنصوري فيقول في : “سنة (1249) وقع الاختلاف بين القبائل والأتراك وخرج الشريف محمد بن عون وصلح نجد والحجاز ، وعسكر أخوه هزاع (في) بلاد غامد فقتلوا من مغاربته ثلاثين وأخذوا من خيله خمسين ثم وقع الصلح بواسطة الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الغامدي وردوا الخيل للشريف هزاع” . وأمَّا ابن حجر فيقول : ” ثم نزل الشريف هزاع بن عون في الباحة وسباها وحربوه غامد في سنة 1249″ .
ويقول :”مركز “البعثية” وتقع على الحدود الإدارية ما بين مكة المكرمة ومنطقة الباحة” .
الصواب : مركز الْبُعَيْثَة “بتقديم الياء على الثاء” ، وحدود منطقة الباحة مع مكة المكرمة طويلة من جهتي الشمال والغرب ، فأين موقع هذا المركز لمن لا يعرف مكانه ؟
مركز نخال ليس بقرية كما قال الكاتب ، وإنما يقع في قرية اسمها : (خَبَاب) ، وهي مجموعة بُوَيْتَات قليلة تقع في الطرف الشمالي لمحافظة الْقَرَى قرب جسر (تُرَبَة) ، أول قرية في منطقة الباحة للقادم من منطقة مكة المكرمة ، وبها مقر مركز (نُخَال) الذي ذكره الكاتب .
يقول الكاتب عن محافظة الْقَرَى : (وتعتبر بوابة منطقة الباحة الشمالية وتبعد عن مدينة الباحة بـ 30 كم إلى الشمال ، وبها سوق أسبوعي يقام كل يوم أربعاء ..) .
قلت : محافظة الْقَرَى تضم خمس قبائل بالإضافة إلى قبيلة الزُّهْرَان من غامد ، تُقام فيها ثلاثة أسواق رئيسة ، ويفهم من قوله : “وبها سوق أسبوعي يقام كل يوم أربعاء” . أنه يقصد مدينة “الأطاولة” قاعدة المحافظة ، فهي التي يقام سوقها يوم الأربعاء من كل أسبوع . وللمعلومية فَإِنَّ “الْقَرَى” الذي اُطْلِقَت المحافظة باسمه إنما هو جزء جغرافي مُقْتَطَع من جبال السراة ، ولا يوجد في هذا الجزء المسمى : “الْقَرَى” قرية أو مدينة أو قبيلة اسمها الْقَرَى ، وإطلاقه الْقَرَى – حسب ما فهمنا – على مدينة الأطاولة – مقر الدوائر الحكومية – ليس بصحيح . وقد أطلقه الصحفيون والإعلاميون على مدينة الأطاولة .
ويُعدد بعض قُرَى المنطقة فيظن اسم “دَوْس” قرية من قُرَى زهران ، لكنه اسم قبيلة يندرج تحت مسماه خمس قبائل هي : “قبيلة بني فهم ، وقبيلة بني منهب ، وقبيلة بني علي ، وقبيلة بني الطُّفيل (بالطُّفيل) ، وقبيلة آل عَيَّاش ، وتضم هذه القبائل عشرات الْقُرَى .
يقول الكاتب : (قرية بالخزمر) . قلت : بَالْخَزْمَر ليست قرية، وإنما هي قبيلة زهرانية تضم مجموعة قُرَى في السراة وتهامة .
يقول الكاتب : ” الطفيل بن عمر الدوسي” و” جندب بن عمر بن حممة الدوسي الزهراني ” والصواب : (الطفيل بن عمرو الدوسي) و(جندب بن عمرو بن حممة الدوسي الزهراني) .
أورد الكاتب : “المقداد الأسود” فهل هو المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه ، أم غيره ؟ وإذا كان غيره فهل له ترجمة في كتب النسابين الأوائل ؟ وما علاقته بزهران وغامد !
ويقول الكاتب عن مدينة الباحة : وشيخها : محمد بن سعيد بن حافظ !
قلتُ : مدينة الباحة ضمن مُدن وقُرَى قبيلة (بني عَبْدِ الله) وليس لها شيخ مخصوص ، ومحمد بن
سعيد بن حافظ ، كان عريفة قرية الباحة ، ذكر ذلك الأستاذ : علي بن صالح السلوك في كتابه : المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران ، صفحة : 143 ، أما شيخ قُرَى قبيلة (بني عبدِ الله) الحالي ، ومنها مدينة الباحة (العاصمة الإدارية) ، فهو الشيخ : فيصل بن عبد العزيز ، من قرية (السَّوَاد) . والمشيخة متوارثة في أسرته .
يقول الكاتب عن (قرى الطلقية) : ومنها الشيخ محسن بن جعال ، شيخ شمل غامد في فترة من الفترات ، وشيخ قبيلتي الرهوة وبالشهم
.
لكن السّلُّوك رحمه الله يقول في كتابه “المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران ، صفحة (170) : ”
محسن بن جعال ، الذي كان شيخًا لقبيلة الرَّهْوَة قبل آل الْكُلِّي” . ويقول السلوك أيضًا في كتابه غامد وزهران السكان والمكان 49 : “ومن مشاهير الطّلقية في الماضي : محسن بن جعال ، وكان شيخًا للقبيلة من عام (1275) إلى عام (1289) .
وجاء في القطعة التاريخية المنسوبة لمسعود بن حجر الغامدي قوله : “ثم قُتل محسن بن جعال رحمه الله ، بخيانة من رَبْعه يوم الثلاثاء بعد صلاة الضحى ، يوم تاسع من شوال سنة 1257″ انتهى ما قاله ابن حجر رحمه الله ، ويدل قول السلوك على أنه ليس شيخ شمل غامد كما ذكر الكاتب ، وإنما كان رحمه الله شيخًا لقبيلة الرَّهْوَة . فليت الكاتب يبين لنا صحة تاريخ تشيخه ونهايته كما هي عند السلوك ، ويذكر سبب الاختلاف الحاصل بين السلوك وابن حجر في زمن تشيخه عند السلوك ، وتاريخ وفاته عند ابن حجر ، وهل مات مقتولا كما قال ابن حجر ؟
أمَّا شيخ شمل قبائل غامد في فترة سابقة ، فيسميه السلوك في كتابة آنف الذكر صفحة : 40 : ” عبد العزيز بن أحمد الغامدي ، من قرية عبْدان التابعة لقبيلة (بني الشهم) بالشَّهْم . وهو جد شيخ القبيلة الحالي الشيخ : أحمد بن عبد العزيز اللُّخْمِي .
أرى الكاتب ينتابه الشك في قول علماء الحديث مِن أنّ أبا هريرة رضي الله عنه هو أكثر مَن روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين يقول : ” ومنهم عبد الرحمن بن صخر الدوسي ، الذي ربما يعد أشهر رواة الحديث في المذهب السنيّ على الإطلاق” . قلتُ : أبو هريرة رضي الله عنه ، أشهر وأكثر مَن روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا معنى لكلمة : “ربما” التي تفيد في الغالب التقليل والتشكيك !
يقول الكاتب عن المرأة غزية بنت جابر الدوسية رضي الله عنها ، تلك المرأة التي قيل أنها وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم : (وهي جميلة جدًّا) .
قلت قوله (جدًّا) هي زيادة من عنده على قول المؤرخين السابقين ، من أمثال صاحب كتاب “الطبقات الكبرى صفحة : 8/123” الذي يقول عنها : “وَكَانَتْ جَمِيلَةً وَقَدْ أَسَنَّتْ” . فالاقتصار على النص هو عين الصواب .
قوله في نسب المرأة : “شميلة بنت جنادة بن ازهير الدوسية” الصواب : شميلة بنت جنادة بن أبي أزهير الدوسية .
قوله : أم ابان بنت جندب بن عمرو بن حممه الدوسي ، هاجرت مع قومها ويبدو أن والدها توفي عنها فكفلها عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ، فنشأت في بيته وبين أهله ثم زوجها إلى عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ولم يعرف اسمها وإنما نسبت إلى أحد ابنائها من الخليفة عثمان.

قلتُ : إن كفالة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لها ، كانت مِن قبل موت والدها رضي الله عنه الذي التحق بجيوش المسلمين لفتح بلاد الشام في عهد خليفة المسلمين أبي بكر رضي الله عنه ، وخَلّفها عند الخليفة عمر رضي الله عنه ، لِمَا جاء في كتاب : ” أنساب الأشراف للبلاذري 5/497 : “وَكَانَ جندب بْن عَمْرو بْن حممة الدوسي ، قدم الْمَدِينَةَ مهاجرًا ثُمَّ أتى الشام غازيًا وخَلّف ابنته عند عمر بن الْخَطَّاب وَقَالَ : إِن حدث بي حدث فزوجها كفؤا ولو بشراك نعله ، فكان يدعوها ابنتي وتدعوه أَبِي ، فلما استشهد أبوها قَالَ عُمَر: من يتزوج الجميلة الحسيبة ؟ فَقَالَ عُثْمَان : أنا ، فزوجه إياها عَلَى صداق بذله، فأتاها بِهِ عُمَر فوضعه فِي حجرها ، فَقَالَتْ : مَا هَذَا ؟ قَالَ مهرك ، فنفحت بِهِ ، فأمر حفصة فأصلحت من شأنها ، ودخل بِهَا عُثْمَان فولدت لَهُ” .
وللمعلوم فشهرتها ب”أم عَمْرو” أكثر مِن اشتهارها ب”أم أبَان” ، لأن عَمْرًا بكرها .
يقول الكاتب : “شهدت المنطقة قفزة حضارية نوعية , خصوصًا في أواسط السبعينات” .
قلت : لعل تلك القفزة الحضارية كانت في أواسط التسعينات وليست السبعينات .
يذكر الكاتب : أنّ مِن أعمال الأمير : سعود بن عبد الرحمن السديري رحمه الله ، أمير منطقة الباحة السابق ، والذي أحيل إلى التقاعد في : 26/4/1398 : ” افتتاح مطار العقيق” . لكن
الأستاذ علي بن صالح السلوك رحمه الله ، في كتابه “غامد وزهران : 236 يذكر أن إنشاء المطار حدث في عهد الأمير إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم رحمه الله ، والذي تولّى الإمارة بعد سعود ابن عبد الرحمن السديري ، أمير المنطقة السابق.
وأخيرًا يقول الكاتب عن قرية (رَغْدَان) وعلاقتها بقصر (رغدان) في الأردن : “والتي سمي القصر الرئاسي في الأردن (قصر رغدان) تيمُّنًا بها” .
قلت : ما سمعت ولا قرأت قولا كهذا ، وإنما قرأتُ أنّ الملك عبدالله : “اختار اسم رغدان لهذا القصر تيمنًا بالرغد والهناء ومبعثًا للأمل والتفاؤل” .
هذا بعض ما لاحظته على ذلك المقال المقتضب ، وأرجو أن يقرأ ذلك الكاتب الذي لا أعرف اسمه هذه الملاحظات، ويتسع صدره لتصحيح مقاله على ضوئها ، لأنني لم أرد بها النقد ، ولكنني أردت بها التصحيح والتوضيح.

عن أنباء الباحة- 4 /6 /2017

ابو ناصر الغامدي

خبرة 22 عاما في التحرير و الصياغة الشرعية و النظامية لجميع الدعاوي

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x