الأديبة. فاطمة سعد الغامدي رئيسة تحرير صحيفة إشتار الالكترونية
عندما درستُ تاريخ التعليم في المملكة ،كنت أدهش لأمرين :الأول حكمة وصبر الحكومة الرشيدة وتفهمها للطبيعة القبلية.والثاني الطبيعة القبلية المرتدية لجلبابي الرأي الأوحد والنموذج المؤطر والجهل، فكان أن دعت الحكومة إلى تعليم المرأة في إحدى خطوات النهضة بالتعليم، فما كان من الأهالي إلا أن ثاروا وأرجفوا ورفضوا أن تتعلم الفتاة كتابة الرسائل الغرامية ،وكان أمثلهم طريقة قد دعم أن تتعلم الفتاة أمور دينها فقط ،وماأدراك ماأمور دينها ؟! السجود للزوج وطاعته العمياء، عدم رفض تلبية حاجاته حتى لوكان معددا أوكانت مريضة ،الرضوخ للأسر في أكل ميراثها الشرعي وما إلى ذلك ،فما كان من الحكومة إلا أن منحت المكافآت المالية والعينية وسهلت وسائل التنقل للدراسة فانتشر التعليم وتفتحت الآفاق والبصائر..لم تقف دراسة الفتيات عند المرحلة الابتدائية ،بل استمرت واستمرت المكافآت والدعم من الحكومة فكان من محطات التوقف الكفاءة المتوسطة حيث انطلقت للتدريس عدد كبير من الفتيات وكذلك معاهد المعلمات والكليات المتوسطة ومن ثم البكالوريوس وهكذا استمرالتعليم حتى طرقت بنات هذا الوطن باب الأستاذية والدرجات العلمية العالية ولاأظن أن هناك من لايعرف ذلك ..عندما خرجت الفتاة للعمل ازدهرت الحياة الاقتصادية وانتعشت الأسر وتبدلت الأحوال إلى الرفاهية وهذا يعني أن خروج المرأة للعمل مقابل راتب مقطوع قد أنعش الحياة الأسرية وطور الحياة الاجتماعية ..هل كانت الحياة ستتطور لو لم يكن ذلك؟سيما والرجل يكنز الأموال وقليلا ما يصرف على مايراه ترفا وكماليات ولذلك فهو لايكف عن اتهام المرأة بالتبذير والإسراف عندما تصرف على بيتها وحياتها وأسرتها ..وهاهي المرحلة المنعشة أو فلنقل ( الانعاشية ) الثانية والتي ستؤدي إلى استقرار أسري أكبر اقتصاديا وتعليميا وغير ذلك ألا وهي قيادة المرأة للسيارة مماسهل لها التنقل وتولي أمورها ومزاولة أعمالها بسهولة وعدم الاعتماد على السائق الذي استهلك المرأة ماديا ونفسيا أو على أفراد أسرتهانحن بانتظار تقدم هائل وتحسن أكبر داخل المنزل وخارجه حيث يشارك ذلك الكائن الجميل المنقذ في التقدم والرفاهية وتلعب دورا أساسيا ألا وهو تهذيب وتشذيب رفيق الحياة التائه منذ الأزل .
فاطمة سعد الغامدي