آخر العالم ..الرياض.كنز سياحي.اكتشفه الأجانب.والمنسي كمعظم الكنوز المنسية.
يعرف المطل باللغة الإنجليزية Edge of the world لكون من يحرص على زيارته واكتشفه هم أجانب مقيمون في العاصمة الرياض، وهو مكان يقع في منطقة صحراوية شمال الرياض، وتحديداً بالقرب من شعيب الحيسية ووادي حنيفة ويقع على ارتفاع شاهق وهو امتداد لسلسلة جبال طويق.
عبدالرحمن بن محمد الصانع نائب رئيس لجنة السياحة الوطنية، أوضح أن القيمة السياحية لهذا المطل اكتشفت منذ مدة طويلة، عن طريق أحد المقيمين الغربيين بالرياض والذي سماه “نهاية العالم”، فأصبح بعد ذلك مزاراً مهماً يتردد عليه الكثير من الأجانب وخصوصاً الأوربيين منهم العاملون بالسعودية كثير منهم السفراء والدبلوماسيون، والقليل من السعوديين يعرف أين هذا المكان الذي يتحدث عنه الغربيون، وإحدى الشركات السياحية تقوم بتنظيم رحلات سياحية إليه كل يوم جمعة من نهاية أيام الأسبوع تنطلق من بعد صلاة الجمعة وتعود في الثامنة مساء مع تأمين وجبة الغداء.
هذا (الكنز السياحي) لم يعط حقه سواء من قبل هيئة تطوير الرياض أو الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وهو مع الأسف مهمل بكل معنى الكلمة، فالوصول إلى المكان ليس بالسهل فلا يوجد لوحات إرشادية إنما تعتمد على الأشخاص واجتهادهم، فبعد حوالي 66 كم من شمال الرياض طريق مسفلت باتجاه قرى (سدوس –العيينة – الجبيلة -) وقرابة 30 كم من الطريق ترابي وشاق، ولا يصلح له إلا سيارات الدفع الرباعي، كما يصعب على السيارات العادية عبوره، هذا الكنز السياحي المهم لو زود بالخدمات المهمة المساندة لجاء له الزوار من أقصى الأرض، فإذا ما وفرت الطبيعة مزاراً “سياحيا” يبقى الدور على من بيدهم القرار لتحويله إلى مصدر اقتصادي مهم يوفر الوظائف المباشرة وغير المباشرة لعشرات الشباب ومن الجنسين ودخلاً اقتصادياً جيداً، كما أن المطل يفتقر لوسائل السلامة ومن أهمها وضع سياج يحمي الزوار من السقوط.
ويضيف الصانع، أتذكر مطلاً زرناه ضمن وفد لجنة الإعلام السياحي منذ مدة في أقصى دولة الأرجنتين القطب المتجمد الجنوبي ويسمى منتزه (لوس جلاسيا يس الوطني) بمدينة كالافاتي التي تبعد عن العاصمة ثلاث ساعات طيران، في هذا المنتزه تشاهد جبالاً شاهقة الارتفاع من الجليد وجزء منها يذوب نهارًا” ثم تتجمد ليلاً” ومدعوم بخدمات لوجستية ومساندة يجدها السائح على مستوى عالٍ؟ ومنها وجود حافلات مريحة تنقل السائحين عبر طريق معبد إلى المكان الذي فيه عدة مطلات تشاهد فيها جمال الطبيعة والمنظر المدهش لجبال الجليد، المطلات محمية بسياج على مستوى نصف الجسم حتى لا يقع أحد بالمحيط، ومطاعم ومقاهٍ على مستوى عالٍ، وكذلك دورات مياه نظيفة على مدار الساعة، وتشجير المكان بمختلف النبتات الجميلة، ورغم بعدالمسافة وقلة سكان المدينة حوله (20 ألف نسمه) لبرودة الأجواء على مدار العام فإن زوارها من السياح ناهز المليون من بين 2,5 مليون سائح زار الأرجنتين العام الماضي.
غياب احتياطات السلامة والأمن
عبدالرحمن المهدلي عضو لجنة السياحة والترفيه بغرفة الرياض، يقول “بحكم تخصصي في مجال السياحة والفنادق والضيافة وخدمتي لهذا الوطن الحبيب على مدى سنوات طويلة في هذا المجال وسعادتي بالتعرف على الكثير من معالم السياحة والآثار في مملكتنا الحبيبة إلا أن زيارتي لمعلم نهاية العالم الموجودة في أطراف الرياض العاصمة كان له وقع خاص لروعة الموقع، وسبب الزيارة بطلب من ابنتي، التي رافقتني واختها وتمت الرحلة عن طريق شركة متخصصة في تنظيم مثل هذه الرحلات السياحية الداخلية، والحق يقال: إن هذه الشركة المنظمة نجحت وبامتياز تضاهي كل الشركات السياحية العالمية في دقة التنظيم والمواعيد وتقديم المعلومات الوفيرة والمفيدة عن الرحلة، ولكن للأسف كانت المفأجأة غير السارة والمؤلمة عدم وجود أدنى احتياطات السلامة والأمن على أرواح الزائرين خاصة عندما نكون على ارتفاعات شاهقة ومنزلقات خطيرة تثير الرعب في النفوس تنتقص من روعة المكان وجمال الموقع، ونتمنى من المسؤولين عن القطاع السياحي، الاهتمام بضرورة توفير وسائل السلامة بحكم كثرة الرواد، وقدرة المكان على توفير قدر من الجذب السياحي مع الاهتمام بتقديم أبسط الخدمات الضرورية في مثل هذه المواقع من توفير دورات مياه وجلسات استراحة لتناول الأطعمة والمشروبات ووضع لوحات إرشادية وبعض اللمسات التي تزدان بها المكان وتكتمل اللوحة الجمالية لمعلم نهاية العالم وتصبح واحدة من الأمكنة السياحية الجاذبة في مملكتنا الحبيبة.
عن جريدة الرياض